بغداد دار الملوك كانت |
|
حين دهاها الذي دهاها |
ما غاب عنها سرور ملك |
|
أعاره (١) بلدة سواها |
ما (٢) سرّ من را بسرّ من را |
|
بل هي بؤس لمن يراها |
عجّل ربي لها خرابا |
|
برغم أنف الذي ابتناها |
وختمها ودفعها إلى الخصي ، فأدخلها إلى المعتصم فلما نظر إليها قال للخصي : من صاحب هذه الرقعة؟ قال : دعبل يا أمير المؤمنين ، وقد جعل لي يا أمير المؤمنين نصف الجائزة ، فطلب فكأن الأرض انطوت عليه فلم يعرف له خبر قال : فقال المعتصم : أخرجوا الخصيّ فأجيزوه بألف سوط ، فإنه زعم أن له نصف الجائزة ، فقد أردنا أن نجيز دعبلا بألفي سوط ، قال : ثم لم يلبث أن كتب إليه من قمّ أبياتا وهي هذه (٣) :
ملوك بني العباس في الكتب سبعة |
|
ولم يأتنا في ثامن (٤) منهم الكتب |
كذلك أهل الكهف في الكهف سبعة |
|
عداة (٥) ثووا فيه وثامنهم كلب |
وإني لأزهي (٦) كلبهم عنك رغبة |
|
لأنك ذو ذنب وليس لهم ذنب |
كأنك إذ (٧) ملكتنا لشقائنا |
|
عجوز عليها التاج والعقد والإتب (٨) |
فقد ضاع أمر الناس (٩) حين يسوسهم |
|
وصيف وأشناس وقد عظم الخطب |
وإني لأرجو أن يرى من مغيبها |
|
مطالع شمس قد يغصّ بها الشّرب |
وهمّك تركي عليه مهانة |
|
فأنت له أمّ ، وأنت له أبّ |
__________________
(١) الديوان : عاد إلى بلدة.
(٢) صدره في الديوان :
ليس سرور بسرمن رأى
(٣) الأبيات في ديوانه ص ١٠٢ وابن العديم ٧ / ٣٥١١ ـ ٣٥١٢ وبعضها في الأغاني ٢٠ / ١٤٤.
(٤) يريد أنه لا يعترف بملك المعتصم ولا بخلافته ، فالمعتصم هو الخليفة العباسي الثامن.
(٥) عجزه في الديوان :
كرام إذا عدوا ، وثامنهم كلب
(٦) الديوان والأغاني : لأعلي.
(٧) الأصل : إذا.
(٨) الإتب : برد يشق فتلبسه المرأة من غير جيب ولا كمين.
(٩) الديوان والأغاني : إذ ساس ملكهم.
ووصيف وأشناس : غلامان من الأتراك ، صارا فيما بعد من قوّاد المعتصم المتنفذين والحاكمين.