قال وهجاهم بغير قصيدة.
قال : وهذا علي بن عيسى الأشعري قد دل بعض شعره على أنه قد أخذ منه ألوفا ، وذلك في قوله لعلي بن عيسى (١) :
فلا تفسدن خمسين ألفا وهبتها |
|
وعشرة أحوال (٢) وحقّ تناسب |
وشكرا تهاداه الرجال تهاديا |
|
إلى كلّ مصر بين جائي وذاهب |
بلا زلّة كانت ، وإن تك زلّة |
|
فإنّ عليك العفو ضربة لازب |
فما كان بين هذا القول وبين أن هجاه إلّا أياما قلائل حتى قال فيه هذه الأبيات (٣) :
كنت من أرفض خلق الله إذ كنت صبيا |
|
فتواليت (٤) أبا بكر وأرجأت الوليّا |
وتجنبت عليا إذ تسمّيت عليا |
قال : وهذه خزاعة هجاهم ، وهي قبيلته فقال (٥) فيهم (٦) :
أخزاع غير الكرام فأقصروا |
|
وضعوا القلم (٧) على الأفواه |
الراتقين ولات حين مراتق |
|
والفاتقين شرائع (٨) الأستاه |
فدعوا الفخار فلستم من أهله |
|
يوم الفخار ففخركم بسياه |
قال : وهذا المطّلب بن عبد الله الخزاعي ، قال فيه يمتدحه ، وكان يعطيه الجزيل فقال (٩) :
إن كاثرونا جئنا بأسرته |
|
أو واحدونا جئنا بمطّلب |
__________________
(١) ديوانه ص ١١٧ وبغية الطلب ٧ / ٣٥١٤.
(٢) جمع حول وهي السنة.
(٣) ديوانه ص ٣٠٩ وبغية الطلب ٧ / ٣٥١٥.
(٤) ديوانه : فتولّيت.
(٥) الأصل : يقال.
(٦) ديوانه ص ٣٦١.
(٧) ديوانه : أخزاعة ... أكفكم.
(٨) ديوانه : شرائج.
(٩) ديوانه ص ١١٩.