فكان إذا من قيس عيلان والدي |
|
وكانت إذا أمي من الحبطات (١) |
يعني بني تميم وهم أعدى الناس لليمن ، قال أبو يعقوب : وهذا الشعر لدعبل في عمرو بن عاصم الكلابي ، فقال له الأعرابي : ممن أنت؟ فكره أن يقول له من خزاعة ، فقال : أنا أنتمي إلى القوم الذين يقول فيهم الشاعر :
أناس عليّ الخير منهم وجعفر |
|
وحمزة والسجاد ذو الثّفنات |
إذا افتخروا يوما أتوا بمحمّد |
|
وجبريل والقرآن والسورات (٢) |
وهذا الشعر أيضا له ، قال : فوثب الأعرابي وهو يقول : محمّد وجبريل والقرآن والسورات ما إلى هؤلاء مرتقى ما إلى هؤلاء مرتقى.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف ، أنا أبو الحسن محمّد بن جعفر النهدي بالكوفة ، أنا أبو [بكر] الصولي ، أخبرني أبو عبد الله الألوسي ، أخبرني أبو محمّد الخزاعي المكي صاحب كتاب مكة ، عن الأزرقي ، قال : بلغ دعبلا أن أبا تمام قد هجاه عند قوله قصيدته التي ردّ فيها على الكميت وهي :
أفيقي من ملامك يا ظعينا |
|
كفاك الشيب مرّ الأربعينا (٣) |
فقال أبو تمام (٤) :
نقضنا للحطيئة ألف بيت |
|
فذاك الحي يغلب ألف ميت |
كذلك دعبل يرجوا شفاها |
|
وحمقا أن ينال مدى الكميت |
إذا ما الحيّ ناقض حثو رمس |
|
فذلكم ابن فاعلة بزيت |
فقال دعبل (٥) :
__________________
(١) الحبطات هم أولاد الحارث بن مالك بن عمرو بن تميم ، سمي بالحبط كسبب ، لأنه أكل شيئا فورم بطنه فأصابه منه مثل الحبط.
(٢) البيتان ليسا في ديوانه ، وهما في المصادر السابقة.
(٣) ديوان دعبل ص ٢٩١ وفيه : كفاك اللوم.
(٤) لم أجد الأبيات في ديوانه ط بيروت ، وهي في الأغاني ٢٠ / ١٢٣ منسوبة لأبي سعد المخزومي قالها في دعبل باختلاف واضح.
(٥) الأبيات في ديوانه ص ٣٥٥ قالها : «في هجاء الخاركي البصري أو أبي تمام» وهي في الأغاني ٢٠ / ١٣٠ باختلاف ، هجا الخاركي النصري.