على قوم من الحيات ، تلتقم الحية منهم الصخرة العظيمة ثم أتى على الغرانيق ، وقرأ هذه الآية : (وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً فَأَتْبَعَ سَبَباً)(١) ، فقالوا : هكذا نجده في كتابنا [٤١٣٩].
أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن ، وأبو تراب حيدرة بن أحمد ، وأبو الحسن علي بن بركات ، قالوا : ثنا أبو بكر الخطيب لفظا ، أنا أبو الحسن بن رزقويه ، أنبأ أبو عمرو الدقاق ، وأبو بكر بن سندي ، قالا : نا الحسن بن علي ، نا إسماعيل بن عيسى ، نا إسحاق بن بشر ، عن عثمان بن الساج ، عن خصيف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أنه قال : كان ذو القرنين ملكا صالحا أرضى الله عزوجل عمله وأثنى عليه في كتابه ، وكان منصورا وكان الخضر وزيره (٢).
وأنبأنا أبو الفضائل ، وأبو تراب ، قالا : ثنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن ، أنبأ أبو عمرو وأبو بكر ، قالا : أنا الحسن ، نا إسماعيل ، نا إسحاق ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن قال : كان ذو القرنين ملك بعد نمرود وكان من معه أنه كان رجلا مسلما صالحا أتى المشرق والمغرب مدّ الله عزوجل له في الأجل وبصّره حتى قهر البلاد ، واحتوى (٣) على الأموال وفتح المدائن وقتل الرجال ، وجال في البلاد والقلاع فسار حتى أتى المشرق والمغرب فذلك قول الله عزوجل : (وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً)(٤) ـ يعني خبرا ـ (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً)(٥) ـ أي علما ـ أن يطلب أسباب المنازل (٦). ثم أتبع سببا.
__________________
(١) سورة الكهف ، الآيتان : ٨٤ و ٨٥.
(٢) نقله ابن كثير في البداية والنهاية بتحقيقنا ٢ / ١٢٢.
في ذي القرنين واسمه تنازع الناس وكثرت الأقوال حتى التناقض ، والخلاف فيه كثير ولا طائل تحته.
قال ناس أنه من الملائكة ومنهم من قال : نبيا ومنهم من قال أنه كان عبدا صالحا.
وفي تسميته بذي القرنين قيل : لأنه انقض في وقته قرنان من الناس. وقيل : لأنه كان على رأسه ما يشبه القرنين ، كان لتاجه قرنان. وقيل : نقلا عن النبي صلىاللهعليهوسلم : لأنه طاف قرني الدنيا يعني شرقها وغربها.
وقيل : لأنه رأى حلما في المنام كأنه تعلق بطرفي الشمس وقرنيها.
وقيل : لأنه دخل النور والظلمة. وقيل : لأنه كان له ضفيرتان أي قرنان. (راجع : مروج الذهب ـ تفسير الرازي ـ تفسير القرطبي ـ المعارف لابن قتيبة).
(٣) كلمة غير مقروءة رسمها وأخنوا والمثبت عن البداية والنهاية.
(٤) سورة الكهف ، الآية : ٣ ..
(٥) سورة الكهف ، الآية : ٨٤.
(٦) الخبر نقله ابن كثير في البداية والنهاية بتحقيقنا ٢ / ١٢٧.