شرورهم ، ومن شكر زيد (١).
قال : وأنا أبو محمّد بن يوسف ، قال : سمعت ناصر بن محمّد يقول : سمعت إبراهيم بن المولّد يقول : سمعت الجنيد بن محمّد يقول : سمعت ذا النون المصري يقول : والاستئناس بالناس من علامة الإفلاس.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، نا سليمان بن إبراهيم ، نا أبو سعيد النقاش ، أنا محمّد بن أحمد بن شاذان البجلي ، نا يوسف بن الحسين الرازي ، قال : سمعت ذا النون المصري وهو يوصي أخاه ذا الكفل : يا أخي كن بالخير موصوفا ، ولا تكن للخير وصافا.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أحمد بن الحسين ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا الحسين بن محمّد بن إسحاق ، نا أبو عثمان الخيّاط ، قال : سمعت ذا النون يقول : إياك أن تكون في المعرفة مدّعيا أو تكون بالزهد محترفا أو تكون بالعبادة متعلقا قيل له فسر لنا ذلك رحمك الله ، فقال : أما علمت أنك إذا أشرت في المعرفة إلى نفسك بأشياء أنت معرى من حقائقها كنت مدعيا ، وإذا كنت في زهدك موصوفا بحالة وبك دون الأحوال كنت محترفا ، وإذ علّقت بالعبادة قلبك وظننت أنك تنجو من الله تعالى بالعبادة لا بالله في العبادة كنت بالعبادة متعلقا لا بوليها والمنان بها عليك.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد [بن] علي البيهقي ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمّد ، قالا : أنبأ أحمد بن منصور بن خلف ، قال : سمعت أبا علي القضاعي ، وهو الحسن بن حفص الأندلسي يقول : سمعت عبد الخالق بن أحمد يقول : أخبرني عثمان بن محمّد البصري ، أخبرني أحمد بن محمّد بن عيسى قال : سمعت محمّد بن أحمد بن سلمة النيسابوري يقول : بينا أنا نائم في صحن مسجد ذي النون إذ سمعت نغمته في جوف الليل وهو يقول (٢) :
حبّك قد أرقني |
|
وزاد قلبي سقما |
كتمت (٣) في القلب وفي |
|
الأحشاء حتى انكتما |
__________________
(١) كذا وفي م : شكررتم.
(٢) الأبيات في حلية الأولياء ٩ / ٣٨٣ الخبر.
(٣) الحلية : كتمته.