لا تهتك الستر (١) الذي |
|
ألبستني تكرّما |
ضيّعت نفسي سيدي |
|
فردّها مسلما |
ثم قال سقى الله أرواح قوم مناهم إن ذكروا (٢) نسوا النفوس ، ولم يذكروا مع الله غير الله. ثم قال : هم [والله مرادون](٣) قد خصوا وصفوا وطيبوا فعاشوا بروح الله في أعظم القدر.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأ أبو عثمان الصابوني ، أنشدني أبو القاسم بن حبيب المفسّر ، أنشدني أبو محمّد أحمد بن محمّد بن إبراهيم البلاذري (٤) الطوسي ، أنشدني بكر بن عبد الرّحمن لذي النون المصري :
أنت في غفلة وقلبك ساهي |
|
نفذ العمر والذنوب كما هي |
جمة حصلت عليكم جميعا |
|
في كتاب وأنت عن ذاك لا هي |
لم تبادر بتوبة منك حتى |
|
صرت شيخا فحبلك اليوم واهي |
فاجتهد في فكاك نفسك واحد |
|
ويوم تبدو السمات فوق الجباه |
قال : وأنا أبو عثمان قال : سمعت أبا يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلّبي يقول : سمعت أبا الحسن علي بن محمّد بن حمشاد العدل يقول : سمعت يوسف بن الحسين يقول : سمعت ذا النون المصري يقول : كان لي عكازة مكتوب عليها :
سر في بلاد الله سياحا |
|
وابك على نفسك نوّاحا |
وامش بنور الله في أرضه |
|
كفى بنور الله مصباحا |
قال : وكان لي عصا مكتوب عليها (٥) :
عبرات كتبن في الخد سطرا |
|
قد قرأه من ليس يحسن يقرا |
إنّ موت الحبّ من ألم الشوق |
|
وخوف الفراق يورث عذرا |
صابر الصبر فاستغاث به |
|
الصبر فصاح المحبّ بالحبّ صبرا |
__________________
(١) الحلية : ستري.
(٢) في الحلية : إن ذكروا الله فنسوا النفوس.
(٣) ما بين معكوفتين زيادة عن حلية الأولياء ، ومكانها بالأصل : ادون وفي م : هم مرادون.
(٤) البلاذري : ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى البلاذر وهو معروف (الأنساب).
(٥) بالأصل : عليه.