فقال : وكان لي مخلاة مكتوب عليها :
لا ربّك ينساك |
|
ولا رزقك يعدوك |
ومن يرغب إلى الناس |
|
فهو للناس مملوك |
يكن سعيك لله |
|
فإن الله يكفيك |
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأ أبو بكر البيهقي ، أنشدنا أبو القاسم بن حبيب ، أنشدنا أبو محمّد أحمد بن محمّد بن إبراهيم البلاذري ، أنشدنا بكر بن عبد الرّحمن ، أنشدنا ذو النون المصري :
قلبي إلى ما ساءني داعي |
|
يكثر أسقامي وأوجاعي |
كيف احتراسي من عدوي إذا |
|
كان عدوي بين أضلاعي |
كتبت عن أبي نصر محمّد بن حمد بن عبد الله ـ ولم يتفق لي سماعه منه وهو لي إجازة ـ نا أحمد بن الفضل بن محمّد قال : سمعت أبا العباس أحمد بن محمّد بن زكريا النسوي شيخ الحرم قال : سمعت أبا حفص [عباس](١) بن عبيد الله بن عتيق الإخميمي بها ، قال : ذكر عبد الوهاب بن يزيد ، قال : سمعت ذا النون المصري يقول : لقيت بعض الشيوخ فقلت له : من أين أقبلت؟ فأنشأ يقول :
من عند من علق الفؤاد بحبّه |
|
وشكا إليه بخاطر مشتاق |
يبغي إليه من الوصال تقرّبا |
|
فيه الشفا لوامق توّاق |
ثم قال ذو النون :
أطلعت قلبي على سري وأحشائي |
|
من نظرة وقعت مني على دائي |
قد كنت غرا ما حيّفت من نظري |
|
لا علم لي أن بعضي بعض أعدائي |
أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنبأ سهل بن بشر ، أنا محمّد بن إسماعيل بن القاسم الحداد ، ثنا أبو علي محمّد بن الحسين بن أحمد بن بكر الطّبراني ، نا عمي عبد الله بن بكر ، أخبرني إبراهيم بن أحمد ، عن عثمان بن أحمد ، نا الحسن بن مصعب ، قال : سمعت ذا النون يقول : لقيت بعض السواح فقلت له : من أين أقبلت؟ فأنشأ يقول :
__________________
(١) لفظة قسم منها ساقط والمثبت عن م ، ورسم الموجود : «معا».