نِعمَةً أنْعَمَها عَلَى قَوْم حَتَّى يُغَيِّروا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) (١) ، فقد أنعم الله النعمة على آل إبراهيم ، وجاء في تأسيس هذه النعمة نكتة غريبة ملفتة للنظر ، وهي أنّ النعمة جاءت مقرونةً بخطاب الملائكة ليس لإبراهيم.
فالخطاب أوّلا لإبراهيم بالإمامة كمبدأ واستدامتها في الذرية ، فأُجيب مع استبعاد الظالمين.
لكن عند التحقيق العملي نجد أن الملائكة جاءوا إلى إبراهيم عليهالسلام بشأن قوم لوط ، فأخذ يجادلهم في قوم لوط ، وكانت امرأة إبراهيم البارّة الصالحة سارة عميدة أهل بيت الأنبياء قبل الزهراء عليهاالسلام ـ قبلها وليست مثلها ، وهذه قبلية في المرور التاريخي ـ يقول الوحي : ( وَامْرأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إسْحَاقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَاوَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذا بَعْلِي شَيْخاً إنَّ هَذَا لَشَيءٌ عَجِيبٌ * قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ ) (٢).
وهنا بخلَّة إبراهيم مع الله أصبح لله بيتاً في الأرض ، وبوّأ الله بيته لإبراهيم ليرفع قواعده ، فأصبح هناك بيتاً ولابدّ للبيت من أهل : ( وَإذْ بَوَّأْنَا لإبْرَاهِيمَ مَكَانَ البَيْتِ أَنْ لاَ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً ) (٣) ،
__________________
١ ـ الأنفال : ٥٣.
٢ ـ هود : ٧١ ـ ٧٣.
٣ ـ الحج : ٢٦.