له ولأهل بيته الآخرة ، ولهذا فإن استشهاد الإمام الحسين عليهالسلام هو السير الطبيعي للأحداث وهو سُنة من سنن الله.
[ إنّ قريش قد جابهت رسول الله صلىاللهعليهوآله من أول يوم : ]
إنّ أنبياء الله عز وجل شهوده على خلقه وتحكمهم القاعدة الآتية في سورة الزخرف ، نقرأ أنّ سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد جابهته قريش من أول يوم .. يا محمد أما وجد الله أحداً غيرك؟! أيّها اليتيم الفقير .. أمّا وجد الحقّ أحداً غيرك ينزّل عليه هذا القرآن ، ( وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ هَذا القُرآنُ عَلَى رَجُل مِنَ القَريَتينِ عَظيمٌ ) (١).
هذا القول منهم لمّا عجزوا أن يجادلوا في وجود الله ربّاً وخالقاً ، لأنّ قريش ـ كما استفاضت الأخبار ـ كانت تعلم أنّها بعبادة أصنامها لا تعبد معبوداً حقيقياً ، وإنّما تتاجر في عقائد العرب وتنصب لهم أصناماً وأزلاماً حول الكعبة ، لكي تتاجر فيها لا لكي تعبدها!
واسمع هذا الحوار بين أبي جهل ـ بين من دُعي في الجاهلية بأبي الحكم وكشف رسول الله عن حقيقته وأنّه أبا جهل ـ وبين أبي سفيان والأخنس بن شريق ، الذين كانوا يتحاورون بشأن النبي وسحر القرآن وفي أنّه كتاب لا يمكن أن يقوله بشر ، فما هو بسحر
__________________
١ ـ الزخرف : ٣١.