ولكي نعرف حتمية الإمامة تعالوا نستعرضها في القرآن ، لنرى وفق أيّ مفهوم تسري في كل المخلوقات؟
[ كلّ مخلوق خلق على قاعدة الاختيار الإلهي ]
مفهوم أنّ كلّ مخلوق خُلق على قاعدة الإختيار الإلهي له ، يعني ليس مخلوق عبثاً ، لأنّ العبثية في المخلوقات ممتنعة ، ( أَفَحَسِبْتُمْ أنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً ) (١) ، فكلّ المخلوقات خلقت بتقدير واختيار بما يستطيع الباحث المدقّق معه أن يسجّل هذه السُنة : سُنة الخلق مقرونة بسُنة الإختيار.
فما من خلق إلاّ مصحوب باختيار ، لقول الحقّ تبارك وتعالى : « وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَايَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَاكَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشرِكُونَ » (٢).
إذن حيثما يوجد خلق يوجد اختيار.
[ الاختيار في العوالم الثلاثة ]
فتعالوا نرى كيف أشار القرآن إلى أنّ الاختيار يشمل العوالم الثلاثة : عالم الجماد وعالم النبات وعالم الحيوان ، كلّ هذا اختيار.
( وَمِنَ الجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وحُمْرٌ مُختَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرابِيبُ سُودٌ
__________________
١ ـ المؤمنون : ١١٥.
٢ ـ القصص : ٦٨.