الذي أبت عليه عاطفته وإنسانيته ونبله ونبض الوحي في عروقه واتّباعه لمنهج نبيّه وحبيبه وأخيه ، أبت عليه أن يبادل بني أمية يوم صفين عدواناً بعدوان ، منعوه من مورد الماء ، فلمّا أزاحهم عنه وأصبح المورد في يده أتاح لهم أن يشربوا! لأنّه رؤوف رحيم.
ولذلك يا أحباب ، إذا اعتصمنا بإصلاح أنفسنا والرفق في دعوة غيرنا والصبر على ما نلقى في دعوتنا وبذل ما نستطيع ، فإن شاء الله سيكتب الله لنا أن نكون من الممهدين لولي العصر صلوات الله عليه ، وقد بدأت يا أحباب تباشير الظهور.
[ تباشير الظهور في المخترعات الحديثة : ]
وأختم بهذه القضية التي شغلتني ، وهي تباشير الظهور في المخترعات الحديثة التي ترونها الآن :
الدنيا أرقام ، وكلّ رقم يحرك طاقة عجيبة ، فالأنترنت والتلفاز .. أزرار وأرقام وحروف إلاّ أنّ ذلك أعادني إلى مزيد من التأمّل في فواتح السور التي استهلت بحروف : الم ، المر ، المص ، حمعسق ... هذه الحروف التي ذهب المتأوّلون في شأنها مذهباً صحيحاً في حدود ما فُهم منها ، وهو أنّها إشارة إلى إعجاز القرآن المكوّن من هذه الحروف التي يتخاطب بها العرب ، وهذا معنىً يصح في وقت نزول القرآن بين الأعراب ، لكن نحن اطّلعنا أنّه في