الطلاق لا يقع صحيحاً في كتاب الله إلاّ في طهر لم يمسسها الزوج المطلق فيه ، وبلفظ صريح ، وبشاهدي عدل ، فقلت : سبحان الله! كيف غاب هذا عن فقهاء تركوا مذاهب يدين بها الناس وتتأثر بها العلاقات ويصبح بها الحلال حراماً والحرام حلالا؟
كانت هذه أوّل محطة جادّة وضعتني في مواجهة مع نفسي ، إذ أنّ الأمر جدٌّ لا هزل فيه ، فقلت في نفسي : إبحث وتقصى واستعصم بما تعلم أنه الحق.
[ مع كتاب المختصر النافع وفتوى الشيخ شلتوت ]
ثمّ اتفق لي أن قرأت كتاباً مطبوعاً على نفقة وزارة الأوقاف المصرية ، في عهد وزيرها العالم الجليل المرحوم الشيخ أحمد حسن الباقوري ، كتاب طبعته وزارة الأوقاف المصرية عام ١٩٥٥م عن الفقه الإمامي الشيعي عنوانه « المختصر النافع في فقه الإمامية » للمحقّق الحلي ، فزاد يقيني من أن الفقه الشيعي كما وصفه الشيخ الباقوري في مقدمة الكتاب : باعدتنا عنه الأهواء وحجبتنا عنه السنون ، رغم أنّ فيه العلاج الأمثل لكثير من عللنا الاجتماعية.
كانت قراءتي لهذا الكتاب متزامنة مع قراءتي للفتوى التي أصدرها فضيلة الشيخ محمود شلتوت ـ شيخ الجامع الأزهر