حجر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وشرب كل مشاربه ، علي بن أبي طالب عليهالسلام ، أقبل على هذه المدرسة وهو غير محمّل بأية آثار أو أوزار أو شبهات من العهد الوثني ، فكرّم الله وجهه عن السجود لصنم ، وقد اتفقت الأمة السنية على اختصاصه بهذا الوصف من بين كل أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فقد تعلّمنا في المدارس منذ الصغر أن يوصف علي وحده بأنّه كرّم الله وجهه ، وهذا التكريم كان بداية الإعداد لولاية أمير المؤمنين علي عليهالسلام ولمنصبه الإلهي في البيان بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بحيث يكون بيانه مطابقاً لمراد الله تعالى تماماً كبيان رسول الله ، واستبان لي البرهان في هذه القضية ـ قضية بيان أمير المؤمنين وأنّه عين بيان رسول ربّ العالمين ، بيان علي عليهالسلام كبيان محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ بدلالة ما وقع عند نزول سورة براءة ، وفي شرح سورة براءة وما حدث قبل وبعد نزولها!
[ تبليغ سورة براءة ]
لقد استفاضت كتب التفسير عند السنة (١) أنّه في العام التاسع
__________________
١ ـ أنظر : تفسير القرآن العظيم لابن كثير : ٢ / ٣٤٦ ، التفسير الكبير للفخر الرازي : ١٥ / ٥٢٣ ـ ٥٢٤ ، تفسير روح المعاني للآلوسي : ٥ / ٢٤٠ ، الدر المنثور للسيوطي : ٣ / ٢٠٩.