* وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ والأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ ) (١) ، إشارة إلى مَن الذي جعل جبلا أبيضاً وجبلا أسوداً وجبلا أحمراً.
إذن هناك اختيار ، والناس كذلك ، وهذا الإختيار يتعاظم ويدخل في مرحلة تفصيلية كلّما ارتقت المجموعة أو الجنس.
فالاختيار في الجماد دقيق ، وأدقّ منه الاختيار في النبات ، فما أعجب ما ترى في النبات؟!
[ الاختيار في النبات ]
كلّ نبات له زهرة معينة ، فهل تستطيع زهرة نبات ما ـ كالرمان مثلا ـ أن تنتج برتقالا أو تنتج ليموناً؟!
لقد اختيرت وصمّمت على أن تنتج الرمان ، وكم في النبات من عجائب؟
[ الاختيار في الحيوان ]
وإذا دخلنا عالم الإنسان أو عالم الحيوان ككلّ ، والإنسان نوع من هذا الجنس الذي يجمعه قول ربنا تعالى : ( وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّة مِنْ مَاء فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَع يَخْلُقُ اللهُ مَا يَشَاءُ ) (٢) ، وهذا
__________________
١ ـ فاطر : ٢٧ ـ ٢٨.
٢ ـ النور : ٤٥.