أمة هملى .. أوزاعاً متفرقة ، لا يجتمع فيها حيٌّ على حي ولا رحم على رحم ، تسلب وتنهب ، حتى كرّمها وضيافتها تكون بما نهبت وسلبت ، حتى صحّ فيها قول القائل : أمة نهّابة وهّابة!!
هذه الأمة التي أخرجها الله بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم من الظلمات إلى النور ، فصارت تفتخر على العجم بمحمد ، وتفتخر قريش على العرب بمحمد ، وإذا بابن محمد يُهدَّد ويخرج خائفاً مطروداً .. فلا يجد ولا يلقى ما لقيه موسى من آل فرعون!
ولمّا التقى الجمعان ، أقول : ولمّا التقى حزب الله الذي تمثّل بالحسين وصحبه عليهمالسلام على قلّتهم ، وحزب الشيطان المتمثّل في عبيد يزيد وأبيه.
لمّا التقى الجمعان ، وخطبهم الإمام بما يليّن الصخر ويجري الإيمان في أقسى القلوب ، ويذكّرهم حقّه :
كيف تقتلون رجلا أنتم أُمرتم بأن تصلّوا عليه؟!
كيف تقتلون مَنْ لا تصحّ صلاتكم بغير الصلاة عليه؟!
فما استجاش منهم عرق ، وما اضطرب منهم فؤاد!
[ الجاهلية كانت أرحم من مسلمين استحلّوا دم
الحسين عليهالسلام ]
أيّها الأحباب ، إنّ انقلاب العصبة المجرمة .. إنّ انقلاب هذه