مؤمنة .. في طريقه إلى مكّة وهي تعلن أنّها آمنت .. في طريقه إلى الكوفة وقد أرسلت تبايع وتطلب الحشد والدخول في الطاعة ، ورغم ذلك لا أهل مدينة جدّه ولا أهل مكّة ولا الذين استدعوه في الكوفة صدّقوا الله على ما عاهدوا عليه ، ولم ينبر منهم أحد يدافع عن الإمام الحسين عليهالسلام!
بينما أهل مصر ـ الفراعنة ـ لمّا قال فرعون على الملأ : ( وَقَالَ فِرعَونَ ذَرُوني أقتُلْ مُوسَى وَلْيَدعُ رَبَّهُ إنِّي أَخَافُ أنْ يُبَدِّلَ دَينَكُمْ أوْ أنْ يُظهِرَ فِي الأَرضِ الفَسَادِ * وَقَالَ مُوسَى إنِّي عُذتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّر لاَيُؤمِنُ بِيَومِ الحِسَابِ ) (١) ، وتحدد الموقف .. فموسى عليهالسلام مستضعف ليس معه أحد ، وإذا بأهل مصر يقولون الحق : ( وَقَالَ رَجُلٌ مُؤمِنٌ مِنْ آلِ فِرعَونَ يَكتُمُ إيمَانَهُ أَتَقتُلونَ رَجُلا أنْ يَقولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيهِ كَذِبُهُ وَإنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبكُمْ بَعضُ الَّذي يَعِدُكُمْ إنَّ اللهَ لاَ يَهدِي مَنْ هُوَ مُسرِفٌ كَذَّابٌ ) (٢).
فقوم فرعون وجد واحد فيهم يدافع عن موسى دفاعاً مؤسساً.
ولكن المسلمين الذين أنعم الله عليهم بأن يكونوا بشراً ببعثة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأنّ العرب قبل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يكونوا في عداد البشر ،
__________________
١ ـ غافر : ٢٦ ـ ٢٧.
٢ ـ غافر : ٢٨.