الأمة ، ردّ العرب إلى ما هو أسوأ من الجاهلية!
أيّها الأحباب : سنتذاكر قصّة من الجاهلية ، ونتذاكر قصّة استشهاد الإمام الحسين عليهالسلام ، لنرى أنّ الجاهلية كانت أرحم من مسلمين استحلوا دم ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
يقول الخبر في هجرة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ قريشاً لمّا اكتشفت في الصباح أنّ محمداً صلىاللهعليهوآلهوسلم أفلت منها ، إنطلق أبو سفيان بن حرب ومعه أبو جهل إلى بيت أبي بكر بن أبي قحافة ، ظنّاً منهم أنّ الرسول قد يكون ذهب إلى بيت أبي بكر .. طرق الباب ، خرجت بنت أبي بكر ، فسألها أبو سفيان عن أبيها : أين أبوك؟ قالت : لا أدري ، فلطمها لطمة أطارت قرطها!
لقد كان الجاهليون يبحثون عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في موقف عصيب متوتر ، فكيدهم افتضح ، ويريدون أن يلحقوا برسول الله ، ضرب أبو سفيان بنت أبي بكر ، وغادرا بيت أبي بكر .. فإذا بأبي سفيان يقول لأبي جهل ـ لاحظوا الشجرة الملعونة كلما امتدت في العطاء وفي الانتصار زادت في الإجرام ـ أبو سفيان يقول لأبي جهل : أكتم عليّ فعلتي بالبنية ، لا تتحدث العرب أنّي ضربت جارية تتستر على أبيها ، فضيحة أنّي أضرب جارية ـ بنت صغيرة ـ لأنّها تقول : أنّ أبي غير موجود (١).
__________________
١ ـ القصّة وردت مع اختلاف في الألفاظ ، واختلاف في أسم الضارب ، وزيادات