ولمّا تمّ نسب الإمام السجاد عليهالسلام بأمّه بنت كسرى اجتمع في أصلاب الأئمة كل دماء أهل الأرض ، ليكونوا حججاً على أهل الأرض.
[ الحسين عليهالسلام ولد ليستشهد ]
أيّها الأحباب ، ونحن نعطّر أنفاسنا ونملأ أفئدتنا وندعم إيماننا بالشخوص وبالسمع والبصر والفؤاد في ذكرى الإمام الحسين عليهالسلام ، أحب أن أحدثكم عن السنن القرآنية التي كان من الحتم أن تؤدي إلى استشهاد الإمام الحسين عليهالسلام.
إنّ الحسين عليهالسلام ولد ليستشهد! إنّما ولد ليكون شهيداً ، ولم يولد ليعيش حياةً ماديةً بدنيةً يتآكل فيها الجسد بتآكل الشهوة ، إنّما ولد وأُعد ليكون شهيداً.
ومن أول يوم بُعث فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والرسول مخبراً ومنبأ بأنّ ذريته ليس لها في جاه الأرض ـ جاه الدنيا ـ الذي وصفه الحق تبارك وتعالى بقوله : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النّساءِ وَالبَنينَ وَالقَناطِيرِ المُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالخَيلِ المُسوَّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالحرثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الحَياةِ الدُّنيا وَاللهُ عِندَهُ حُسنُ المَآبِ ) (١).
رسول الله الذي يعلم علم اليقين بإعلام ربّه له ، أنّ الله اختار
__________________
١ ـ آل عمران : ١٤.