ولا بشعر ولا بكهانة!
ويبدي كل منهم رأيه ، ثم يقول أبو جهل ـ وأبو جهل من بني مخزوم ـ : « تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف ، أطعموا فأطعمنا ، وحملوا فحملنا ، وأعطوا فأعطينا ، حتى إذا تجاثينا على الركب وكنّا كفرسي رهان ، قالوا : منّا نبي يأتيه الوحي من السماء ، فمتى ندرك هذه؟! » (١).
إذن الحسد الذي أخرج إبليس من الجنّة .. الحسد الرهيب .. هذه الشجرة الملعونة ، عندما يشير الحقّ إلى الشجرة الملعونة لأنّها شجرة إبليس .. نطق أبو جهل بما نطق به إبليس : ( أنَا خَيرٌ مِنهُ خَلَقتَني مِنْ نَار وَخَلَقتَهُ مِنْ طِين ) (٢).
بدأت قريش ترسم مسارها مع الدعوة الإسلامية على محورين :
المحور الأول : إمّا أن تستطيع قتل رسول الله وإطفاء الشعلة في أولها.
المحور الثاني : أو تحتال فتخترق الصف الإسلامي وتهدم الدعوة من داخلها ، وهذا هو موقف قريش من أول يوم ، وقد أخبر الوحي الصادق عن مكرها الأول : ( وَإذْ يَمكُرُ بِكَ الَّذينَ كَفَروا
__________________
١ ـ البداية والنهاية : ٣ / ٨٣ ، السيرة النبوية : ١ / ٥٠٦ ، وانظر : سبل الهدى والرشاد : ٢ / ٣٥٢.
٢ ـ الأعراف : ١٢.