لِيُثبِتُوكَ أوْ يَقتُلوكَ أوْ يُخرِجُوكَ وَيَمكُرُونَ وَيَمكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيرُ المَاكِرينَ ) (١).
إذن ، المكر الأوّل هو الحبس أو القتل أو النفي؟
فلمّا نجّى الله عبده ورسوله محمداً صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكانت قصّة نجاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الهجرة الشهادة المعلنة على ولاية أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، شهادةً دامغةً ساطعةً قويةً على أنّه لا عدل لمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم إلاّ علي عليهالسلام ولا كفؤ له إلاّ أبا الحسن.
كانت هذه الشهادة يوم الهجرة ، لأنّه يوم الفداء الأكبر ، يوم النصرة الحقيقية ، إذ طلب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الإمام علي عليهالسلام أن يبيت في فراشه وأن يؤدّي عنه ودائع القوم (٢).
ما هي وظيفة الإمامة في الحقيقة؟
وظيفة الإمامة هي الأداء الأمين عن صاحب الرسالة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وما هو أعظم اختبار في الأداء؟
ردّ الأمانات الذي يدلّ على النبل والشرف والصدق والإستقامة وعدم الخيانة .. وكل هذه الصفات المعصومية تدل على أحقية الإمام : ( ردّ عني الودائع! ).
__________________
١ ـ الأنفال : ٣٠.
٢ ـ أُنظر : البداية والنهاية : ٧ / ٢٧٠ ، التنبيه والأشراف : ٢٠٠ ، المستدرك على الصحيحين : ٣ / ٤ ، شواهد التنزيل : ١ / ١٢٣ ـ ١٣١ ، مسند أحمد : ١ / ٣٤٨ ، تفسير الطبري : ٩ / ٣٠١ وغيرها.