أيّها الأحباب ، إنّ الله لمّا فضّل علياً وآله عليهمالسلام على جميع أنبيائه بعد محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم كشف عن أفضلية آل البيت عليهمالسلام وقد كشف القرآن الكريم عن ذلك.
ففي مسألة هجرة رسول الله وردّ الودائع اتضحت أفضلية آل البيت عليهمالسلام على واحد من أفضل أنبياء الله قبل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو موسى عليهالسلام :
موسى كليم الله المخاطب بقول ربّه : ( إنّي اصطَفَيتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرينَ ) (١).
موسى عليهالسلام واجه موقفاً في خروجه من مصر مع بني إسرائيل كموقف خروج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من مكّة.
موسى عليهالسلام طلب من قومه أن يعدّوا أنفسهم للخروج معه ليلا ، فقالوا له : نردّ ودائع القوم ، وكان أهل مصر يستودعون نفائسهم وحليّهم وجواهرهم عند بني إسرائيل ، وليس معنى هذا أنّ أهل مصر كانوا أهل خير في هذه الفترة وأنّهم يثقون ببني إسرائيل ثقةً إيمانيةً ، لا بل كان أهل مصر يستضعفون بني إسرائيل ، وبما أنّهم مستكبرون فلو وضعوا الوديعة عند أحد الضعفاء لا يستطيع أن ينكرها ، إذ ليس له قوّة على ذلك ، فكانت ودائعهم عند بني إسرائيل.
__________________
١ ـ الأعراف : ١٤٤.