أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب (١) ، نا سعيد بن أسد ، نا ضمرة ، عن رجاء بن أبي سلمة ، عن ابن عون ، عن (٢) ابن سيرين قال : محل (٣) حمران مولى عثمان بن عفان بعامر بن عبد الله الذي يقال له : ابن عبد قيس إلى زياد ، فقال : إنّه لا يأكل اللحم ولا ينكح النساء ، وقيل له : يا شبيه إبراهيم ، فسكت ، فنازعه حمران بين يدي زياد ، فقال له حمران : لا أكثر الله فينا ضربك ، فقال له عامر : بل أكثر الله فينا ضربك حتى يكونوا خياطين ، ودبّاغين ، وأكّافين.
قال ابن سيرين : وذاك ضرب إذا تكلموا جاء منهم هذا ـ يعني إذا غضبوا ـ.
أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا يحيى بن محمد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك ، أنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، حدثني بلال بن سعد (٤).
أن عامر بن عبد قيس وشى به إلى زياد ، وقال غيره : إلى ابن عامر ـ فقيل له : إن هاهنا رجل ، قيل له : ما إبراهيم خير منك ، فسكت وقد ترك النساء ، فكتب فيه إلى عثمان ، فكتب إليه : أن أنفه إلى الشام على قتب (٥) ، فلما جاءه الكتاب أرسل إلى عامر فقال : أنت الذي قيل له ما إبراهيم خير منك ، فسكتّ؟ ، فقال : أما والله ما سكوتي إلّا تعجبا ، لوددت أني كنت غبارا على قدميه ، فيدخل به الجنة ، قال : ولم تركت النساء؟ قال : والله ما تركتهن إلّا أني قد علمت أنها متى تكون (٦) امرأة فعسى أن يكون ولد ، ومتى يكون (٧) ولد تشغبت (٨) الدنيا قلبي ، فأحببت التخلّي من ذلك ، فأجلاه على قتب إلى الشام ، فلما قدم أنزله معاوية معه الخضراء ، وبعث إليه بجارية ، وأمرها أن تعلمه ما حاله ، فكان يخرج من السحر فلا تراه إلّا بعد العتمة ، فيبعث إليه معاوية بطعام
__________________
(١) الخبر في المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ٢ / ٦٩.
(٢) في المعرفة والتاريخ : «وابن سيرين» بدل «عن ابن سيرين».
(٣) كذا بالأصل وم والمطبوعة ، وفي المعرفة والتاريخ : حمل.
(٤) الخبر في المعرفة والتاريخ ٢ / ٧٢ ـ ٧٣ وسير الأعلام ٤ / ١٦.
(٥) القتب : الرحل الصغير على قدر سنام البعير.
(٦) كذا بالأصل ، وفي م والصواب : «ومتى تكن ... ومتى يكن».
(٧) كذا بالأصل ، وفي م والصواب : «ومتى تكن ... ومتى يكن».
(٨) كذا بالأصل ، وفي م ، وفي المعرفة والتاريخ وسير الأعلام : «تشعب» وفي المطبوعة : تشعبت.