فلا يعرض بشيء منه ، ويجيء معه بكسر فيجعلها في ماء ، فيأكل منها ويشرب من ذلك الماء ، ثم يقوم ، فلا يزال ذلك مقامه حتى يسمع النداء فيخرج ، فلا تراه إلى مثلها ، فكتب معاوية إلى عثمان يذكر له حاله ، فكتب إليه أن اجعله أول داخل ، وآخر خارج ، ومر له بعشرة من الرقيق ، وعشرة من الظهر ، فلما أتى معاوية الكتاب أرسل إليه ، فقال له : إن أمير المؤمنين كتب إليّ أن آمر لك بعشرة من الرقيق ، فقال : إنّ علي شيطانا قد غلبني فكيف أجمع عليّ عشرة ، قال : وأمر لك بعشرة من الظهر ، فقال : إن البغلة واحدة ، وإنّي لمشفق أن يسألني الله عن فضل ظهرها يوم القيامة ، قال : وأمرني أن أجعلك أول داخل وأول (١) خارج ، قال : لا إرب لي في ذلك.
قال : فحدّث بلال بن سعد عن من رآه بأرض الروم على بغلته تلك ، يركبها (٢) عقبة ويحمل المهاجرين عقبة (٣).
أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح الجلّي ، نا أبو يوسف محمد بن سفيان المصّيصي ، نا سعيد بن رحمة (٤) الأصبحي قال : سمعت ابن المبارك ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، نا بلال بن سعد ، عن من رأى عامر بن عبد قيس على بغلة يركبها عقبة ويحمل المهاجرين عقبة.
أخبرنا أبو غالب أيضا ، أنا أبو (٥) محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا يحيى بن محمد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك ، أنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، نا بلال بن سعد : أن عامرا كان إذا فصل (٦) عازيا بتوسّم.
ح وأخبرنا أبو غالب أيضا ، أنا أبو الحسين بن الابنوسي ، أنا إبراهيم بن محمد بن الفتح ، نا محمد بن سفيان ، نا سعيد بن رحمة بن نعيم قال : سمعت ابن المبارك ، أنا ابن جابر قال : وقال بلال بن سعد.
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وفي المعرفة والتاريخ : وآخر خارج.
(٢) بالأصل : «تركها» والمثبت عن م والمعرفة والتاريخ وسير الأعلام.
(٣) أي نوبة. (اللسان).
(٤) في المطبوعة : سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي.
(٥) كلمة «أبو» كتبت في م بين السطرين.
(٦) وفي م : «فضل» والمثبت والصواب يوافق عبارة المطبوعة وسير الأعلام ٤ / ١٧.