ـ وكان ـ يعني عامرا ـ إذا فصل (١) غازيا وقف يتوسم الرفاق ، فإذا رأى رفقة توافقه قال : يا هؤلاء إني أريد أن أصحبكم على أن تعطوني من أنفسكم ثلاث خلال ، فيقولون : ما هي؟ قال : أكون لكم خادما لا ينازعني أحد منكم الخدمة ، وأكون مؤذّنا لا ينازعني أحد منكم الآذان ، وأنفق عليكم بقدر طاقتي ، فإذا قالوا : [نعم ،](٢) انضم إليهم ، فإن نازعه أحد منهم شيئا من ذلك ارتحل منهم إلى غيرهم ، وفي حديث ابن رحمة : رحل عنهم ـ.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص (٣) ، أنا أبو بكر بن [سيف ، نا أبو عبيدة التميمي ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا](٤) سيف بن عمر ، عن هبيرة بن الأشعث ، عن أبي عبيدة العصفري ، قال : لما هبط المسلمون المدائن وجمعوا الأقباض (٥) أقبل رجل بحقّ معه فدفعه إلى صاحب الأقباض ، فقال الذين معه : ما رأينا مثل هذا قط ما يعدله ما عندنا ، ولا يقارنه ، فقالوا له : هل أخذت منه شيئا؟ فقال : أما والله لو لا الله ما أتيتكم به ، فعرفوا أن للرجل شأنا فقالوا : من أنت؟ فقال : والله لا أخبركم لتحمدوني ولا غيركم لتقرّظوني ، ولكن أحمد الله وأرضى بثوابه ، فأتبعوه رجلا حتى انتهى إلى أصحابه ، فسأل عنه ، فإذا هو عامر بن عبد قيس.
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى ، أنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله.
ح وأخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر ، أنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى بن أبي منصور ، قالا : أنا أبو محمد بن أبي شريح ، أنا أبو عبد الله محمد بن عقيل بن الأزهر البلخي ، نا علي بن حرب ، نا عمر ـ هو ابن أيوب الموصلي ـ عن جعفر ـ هو ابن برقان ـ عن ميمون.
أن عامر بن عبد قيس بعث إليه أمير البصرة فقال : إن أمير المؤمنين أمرني أن أسألك ما لك لا تزوّج النساء ، قال : ما تركتهن وإنّي لدائب الخطبة ، وما لك لا تأكل
__________________
(١) غير واضحة بالأصل هنا ، وفي م : «فضل» والصواب «فصل».
(٢) الزيادة عن م ، سقطت اللفظة من الأصل.
(٣) في م : المخلصي.
(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.
(٥) الأقباض جمع قبض ، وهو ما جمع من الغنيمة قبل أن تقسم (اللسان).