الجبن؟ قال : أنا في أرض بها مجوس ، فما شهد شاهدان من المسلمين أنه ليس فيه ميتة أكلته ، قال : وما يمنعك أن تغشى الأمراء؟ ، قال : إذا أتى (١) أبوابكم طلاب الحاجات فادعوهم فاقضوا حوائجهم ، ودعوا من لا حاجة له إليكم.
أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر (٢) بن حيّوية ، نا يحيى بن محمد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك ، أنا عبد الله بن عون ، عن محمد بن سيرين ، عن معقل بن يسار قال :
كان أول ما عرفت عامر بن عبد الله العنبري أنّي رأيته ، فوصف لي قريبا من دحية بن سليم وهو على دابة ، ورجل من أهل الذمة يظلم ، فنهى عنه ، فلما أبوا قال : كذبتم والله ، لا تظلم ذمّة الله اليوم وأنا شاهد قال : فتخلّصه فلما كان بعد ذلك أتيته في منزله ، وكان الناس يقولون إنّ عامرا لا يأكل السمن ، ولا يأكل اللحم ، ولا يتزوج النساء ، ولا تمسّ بشرته بشرة أحد ، ويقول : إنّي مثل إبراهيم عليهالسلام ، فلما دخلت عليه أخرج يده من تحت البرنس حتى أخذ بيدي ، فقلت : هذه واحدة ، فلما تحدثنا قلت : إنّ الناس يقولون أنك لا تأكل اللحم ، ولا تأكل السمن ، ولا تتزوج النساء ، وتقول إنّي مثل إبراهيم ، قال : أمّا قولهم أني لا آكل اللحم فإنّ هؤلاء قد صنعوا في الذبائح شيئا لا أدري ما هو ، فإذا اشتهيت اللحم أمرنا بشاة فاشتريت لنا ، فذبحناها فأكلنا من لحمها ، وأمّا قولهم : إني لا آكل السمن فإني لا آكل ما يجيء من هاهنا وآكل ما يجيء من هاهنا ، وأمّا قولهم : إني لا أتزوج النساء ، فإنما هي نفس واحدة ، وقد كادت أن تغلبني ، وأما قولهم : أني قلت : إنّي مثل إبراهيم ، فإني قلت : إنّي لأرجو أن يجعلني الله مع النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين.
أخبر أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا محمد بن هبة الله ، أنا محمد بن الحسين ، أنا عبد الله ، نا يعقوب (٣) ، حدثني عيسى بن محمد ، نا أزهر ، عن ابن عون ، عن محمد بن (٤) معقل بن يسار ، قال :
__________________
(١) عن م وبالأصل : أتوا.
(٢) بالأصل وم : أبو عمرو ، خطأ والصواب ما أثبت ، وقد مرّ كثيرا.
(٣) الخبر في كتاب المعرفة والتاريخ ٢ / ٧٢.
(٤) كذا بالأصل وم «بن» خطأ ، والصواب «عن» كما في المعرفة والتاريخ ، وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.