التعقتيها بفيك لكيما تبلغي حقه ما بلغتيه أبدا.
ومنها ما.
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل ، وأبو المظفّر عبد المنعم بن عبد الكريم ، قالا : أنا أبو عثمان البحيري ، أنا أبو علي زاهر بن أحمد ، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد ، نا أبو مصعب ، نا مالك بن أنس ، عن أبي حازم بن دينار ، عن أبي إدريس الخولاني قال : دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بفتى براق الثياب وإذا الناس معه ، إذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه ، فسألته (١) عنه فقيل : هذا معاذ بن جبل ، فلما كان الغد هجرت ، فوجدته قد سبقني بالتهجير ، ووجدته يصلّي ، قال : فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئت من قبل وجهه ، فسلّمت عليه ، ثم قلت : والله إنّي لأحبك لله ، قال : آلله ، فقلت : آلله ، [فقال : آلله؟ فقلت : آلله](٢) فأخذ بحبوة ردائي فجبذني إليه ، وقال : أبشر ، فإني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «قال الله تبارك وتعالى : وجبت محبتي للمتحابين فيّ (٣) ، والمتجالسين فيّ ، والمتزاورين فيّ ، والمتباذلين فيّ» [٥٥٣٤].
أخبرنا أبو البركات ، أنا أبو الفضل ، أنا أبو العلاء ، أنا (٤) أبو بكر ، أنا أبو أمية بن الغلّابي ، نا أبي ، عن أبي زكريا قال : أبو إدريس سمع من أبي الدرداء ومن شداد ، ومن عبادة ، قال : وفاتني معاذ ، فحدّثني يزيد بن عميرة ، وسمع من أبي ثعلبة الخشني ، وخرج ابن مسعود إلى الشام في زمن عمر.
وسمعت غير أبي زكريا يقول : ولد أبو إدريس الخولاني أيام حنين ، قال : وكانت حنين قبل موت النبي صلىاللهعليهوسلم بسنتين ، فمن ثمّ سمع من بلال ، وابن مسعود ـ يعني أبا إدريس ـ.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون ، نا أبو زرعة (٥) ، قال : قلت ـ يعني لدحيم ـ : فأيّ الرجلين عندك أعلم :
__________________
(١) في م : فسألت عنه.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م.
(٣) سقطت «فيّ» من م.
(٤) «أنا» سقطت من م.
(٥) الخبر في تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٥٩٧.