أنت يرحمك لله؟ قال : دعني وهمّي ، قال : أقسمت عليك ، قال : أنا حممة ، قال عامر : لئن كنت أنت حممة الذي ذكر لي لأنت أعبد من في الأرض ، فأخبرني عن أفضل خصلة ، قال : إنّي لمقصر ، ولو لا مواقيت الصّلاة تقطع عليّ القيام والسجود لأحببت أن أجعل عمري راكعا ، ووجهي مفترشا حتى ألقاه ، ولكن الفرائض لا تدعني أفعل ذلك ، فمن أنت يرحمك الله؟ قال : أنا عامر بن عبد قيس قال : إن كنت عامر بن عبد قيس الذي ذكر لي فأنت أعبد الناس ، فأخبرني بأفضل خصلة ، قال : إنّي لمقصر ، ولئن واحدة عظمت هيبة الله في صدري حتى ما أهاب شيئا غيره فاكتنفته السّباع ، فأتاه سبع منها ، فوثب عليه من خلفه فوضع يديه على منكبيه ، وعامر يتلو هذه الآية : (ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ)(١) فلما رأى السّبع أنه لا يكترث له ذهب ، فقال حممة : بالله يا عامر ما هالك ما رأيت؟ قال : إنّي لأستحي (٢) من الله أن أهاب شيئا غيره ، قال حممة : لو لا أنّ الله ابتلانا بالبطن فإذا أكلنا لا بدّ لنا من الحدث ما رآني ربي عزوجل إلّا راكعا (٣) وساجدا ، وكان يصلي في اليوم والليلة ثمان مائة ركعة ، وكان يقول : إنّي لمقصر في العبادة ، فكان يعاتب نفسه.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي ، قالت : أنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد (٤) الثقفي ، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقرئ ، نا أبو الطّيّب محمد بن جعفر الزّرّاد المنبجي ، نا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري ، نا ابن عائشة ، نا عقبة بن فضالة ، عن شيخ له قال : أحسبه سكين الهجري ، قال : كان عامر بن عبد الله إذا مرّ بالفاكهة قال : هذه المقطوعة الممنوعة.
رواه محمد بن سعد ، عن ابن عائشة ، فقال : عقيبة بزيادة ياء (٥).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن سكينة ، أنا أبو الفرج محمد بن فارس بن محمد بن محمود الغوري ، أنا أبو بكر
__________________
(١) سورة هود ، الآية : ١٠٤.
(٢) في م : إني أستحي.
(٣) في م : راكعا أو ساجدا.
(٤) بعدها في المطبوعة : «ابن محمود».
(٥) الخبر في طبقات ابن سعد ٧ / ١٠٦ وفيها : عقبة بن فضالة.