محمد بن جعفر بن أحمد الدّقاق ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، قال : كتب إليّ محمد بن عبد الوهاب قال : سمعت علي بن عثّام الكلابي ، قال : قال عامر بن عبد القيس : إذا عقلك عقلك عما لا ينبغي فأنت عاقل.
قال علي : وإنما سمّي العقل عقلا من عقل (١) الإبل.
أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس ، أنا أبو محمد جعفر بن أحمد السّراج ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي ، نا ابن أبي الدنيا حدّثني محمد بن الحسين ، حدّثني بكر بن محمد ، نا السكن بن إسماعيل عن حوشب ، عن أبي المتوكل النّاجي ، قال : قال لي عامر بن عبد قيس :
يا أبا المتوكل ، قلت : لبيك ، قال : عليك بما يرغّبك في الآخرة ويزهّدك في الدنيا ، ويقرّبك إلى الله عزوجل ، قلت : وما هو يا أبا عبد الله؟ قال : تقصر عن الدنيا همّك ، وتسمو إلى الآخرة نيتك (٢) ، وتصدّق ذلك ، بفعلك (٣) ، قلت : فكيف لي بما أستعين به على ذلك ، قال : تقصّر أملك في الدنيا ، وتكثر رغبتك في الآخرة حتى تكون بالدنيا برما (٤) وبالآخرة كرثا ، وإذا كنت كذلك لم يكن شيء أحبّ إليك ورودا من الموت ، ولا شيء أبغض إليك من الحياة ، قال : قلت : أبا عبد الله ما كنت أحسبك تحسن مثل هذا ، قال : كم من شيء أحسبه وددت أني لا أحسبه ، وكم من شيء [لا أحسبه](٥) وددت أني أحسبه وما يغني ما أحسن من الخير إذا كنت لا أعمل به ، والله لو جاءني النذير من ربي عند الموت وأخبرني أنّي من أهل النار ، وأنه لم يبق من أجلي إلّا ساعة من نهار ما طابت نفسي عن نفسي بهلاكها ، ولأجهدت نفسي فيما بقي من عمرها ، ليكون أعذر لها عندي إذا نزل الموت.
أنبأنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنا ، قالا : أنا أبو محمّد الجوهري ـ قراءة ـ عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا
__________________
(١) في م : عقال الإبل.
(٢) في المطبوعة : بنيتك.
(٣) بالأصل وم : «مقعلك» والمثبت يوافق عبارة المطبوعة.
(٤) في م : «يوما».
(٥) الزيادة عن م.