عبد الكريم ، قالا : أنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشاب ، أنا أبو بكر الجوزقي ، أنا أبو العبّاس الدغولي ، نا أبو عثمان الأودي ، نا أبو معاوية ، عن هشام ـ وهو ابن عروة ـ عن أبيه قال :
لما كان يوم فتح مكة قسم النبي صلىاللهعليهوسلم بين الناس قسما فقال العباس بن مرداس (١) :
أتجعل نهبي ونهب العبي |
|
د بين عيينة والأقرع (٢) |
وما كان حصن ولا حابس |
|
يفوقان مرداس (٣) في مجمع |
وقد كنت في الحرب ذا تدرا |
|
فلم أعط شيئا ولم أمنع |
وما كنت دون مريء منهما |
|
ومن تضع اليوم لا يرفع |
فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «اذهب يا بلال فاقطع لسانه» ، قال : فذهب بلال ، فجعل يقول : يا معشر المسلمين أيقطع لساني بعد الإسلام يا رسول الله ، لا أعود أبدا ، فلما رأى بلال جزعه قال : إنه لم يأمرني أن أقطع لسانك ، أمرني أن أكسوك وأعطيك شيئا.
كذا قال يوم الفتح ، وإنما كان يوم حنين.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر المغربي ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن محمّد الجوزقي ، أنا أبو العبّاس الدغولي ، نا محمّد بن المهلّب ، نا عبد الله بن الزبير ، نا سفيان ، نا عمرو بن سعيد ، عن أبيه ، عن عباية بن رفاعة ، عن رافع بن خديج قال :
أعطى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم حنين أبا سفيان بن حرب وصفوان بن أمية ، وعيينة بن حصن ، والأقرع بن حابس مائة من الإبل ، وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك.
قال سفيان : قال عمر : أو غيره في هذا الحديث فقال العبّاس بن مرداس :
__________________
(١) الأبيات في سيرة ابن هشام ٤ / ١٣٦ ـ ١٣٧.
(٢) العبيد : فرس عباس بن مرداس.
وعيينة هو ابن حصن بن حذيفة بن بدر.
والأقرع هو ابن حابس التميمي.
وكان النبي صلىاللهعليهوسلم قد أعطاهما من غنائم حنين مائة من الإبل كل واحد منهما ، وأغطى عباس بن مرداس أبا عمر ، فسخطها عباس.
(٣) في السيرة : شيخي.