الشعراء
٥٦٦ ـ أبو جعفر أحمد بن الدّودين (١)
من الذخيرة : هو أحد من لقيته ، وأملى عليّ نظمه ونثره بأشبونة سنة سبع وسبعين وأربعمائة. ومما أنشدني من شعره قوله (٢) :
علمّني في الهوى عليّ |
|
كيف التّصابي على وقاري |
اطلع لي من دجاه بدرا |
|
لم يدر ما ليلة السّرار |
فحاد بي طريق نسكي |
|
وظلت مستأهلا لنار |
وقوله (٣) : [الكامل]
خطّ العذار بصفحتيه كتابا |
|
مشقت به أيدي المشيب جوابا |
فغدت غواني الحيّ عنك غوانيا |
|
وأسلن ألحاظ الرّباب ربابا |
فلأبكينّ على الشباب وطيبه (٤) |
|
ولأجعلنّ دم الفؤاد خضابا |
٥٦٧ ـ أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عطية المشهور بابن الزّقّاق (٥)
من سمط الجمان : المطبوع بالإصفاق ، ذو الأنفاس السحرية الرقاق ، المتصرف بين مطبوع الحجاز ومصنوع العراق ، الذي حكى بأشعاره زهر الرياض ، وأخجل بإشاراته عثرات الجفون المراض ، وراض طبعه على شأو الرّضا وطلق السّرى الموطّأ فانقاد له وارتاض.
ومن المسهب : من فتيان عصرنا الذين اشتهر ذكرهم ، وطار شعرهم ، وهو جدير بذلك ، فلشعره تعشّق بالقلوب ، وتعلّق بالسمع ، وأعانه على ذلك مع الطبع القابل ، كونه استمدّ من خاله أبي إسحاق بن خفاجة ، ونزع منزعه ، وأنت إذا سمعت قوله :
وأغيد طاف بالكؤوس ضحى |
|
وحثّها والصباح قد وضحا |
__________________
(١) ذكره المقري في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٢٩٥) وابن بسام في الذخيرة (ق ٣ / ص ٧٠٣ ، ٧٠٤). والمسالك (ج ١١ / ص ٤٤٩).
(٢) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٧٠٣) دون تغيير عمّا هنا.
(٣) البيت الثاني في نفح الطيب (ج ٥ / ص ٢٩٦) والذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٧٠٤).
(٤) في الذخيرة : ملاوة.
(٥) انظر ترجمته في فوات الوفيات (ج ٣ / ص ٤٧) والمطرب (ص ١٠٠) والذيل (ج ٥ / ص ٢٦٥). ونفح الطيب (ج ١ / ص ٢١) توفي سنة ٥٢٨ ه.