وقوله (١) : [الوافر]
وخمّار أنخت به مسيحي |
|
رخيم الدّلّ ذي وتر (٢) فصيح |
سقاني ثم غنّاني بصوت |
|
فداوى ما بقلبي من جروح |
وفضّ فم الدّنان على اقتراح (٣) |
|
ففاح البيت منها طيب ريح |
فقلت لكم سنة تراها |
|
فقال أظنها من عهد نوح |
فما أن شدا الناقوس صوتا (٤) |
|
دعاني أن هلمّ إلى الصّبوح |
وحيّاني وفدّاني بكأس |
|
وقبّلني فردّ إليّ روحي |
الشعراء
٥٨٢ ـ أبو عبد الله محمد بن الدمن المعروف بمرج كحل (٥)
هو في المغرب مثل الواواء الدمشقي في المشرق كان ينادي في الأسواق ، حتى إنه تعيش ببيع السمك ، ترقّت به همته إلى الأدب قليلا قليلا إلى أن قال الشعر ، ثم ارتفعت فيه طبقته ، ومدح الملوك والأعيان ، وصدر عنه مثل قوله (٦) : [الكامل]
عرّج بمنعرج الكثيب الأعفر |
|
بين الفرات وبين شطّ الكوثر |
ولتغتبقها قهوة ذهبيّة |
|
من راحتي أحوى المدامع (٧) أحور |
وعشيّة كم (٨) بتّ أرقب وقتها |
|
سمحت بها الأيام بعد تعذّر |
نلنا بها آمالنا في جنّة |
|
أهدت (٩) لناشقها شميم العنبر |
والروض بين مفضّض ومذهّب |
|
والزّهر بين مدرهم ومدنّر |
__________________
(١) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ١ / ص ٩١٨).
(٢) في الذخيرة : ذي وجه صبيح.
(٣) في الذخيرة : على اقتراحي.
(٤) في الذخيرة : ضربا.
(٥) انظر في ترجمته الوافي بالوفيات (ج ٢ / ص ١٨١) والتكملة (ص ٦٣٦) وزاد المسافر (ص ٢٧) ونفح الطيب (ج ٥ / ص ١٣٤). والإحاطة (ج ٢ / ص ٢٥٢).
(٦) الأبيات في الإحاطة (ج ٢ / ص ٢٥٢ وما بعدها).
(٧) في الإحاطة : المراشف.
(٨) في الإحاطة قد كنت.
(٩) في الإحاطة تهدى.