أعن بابل أجفان عينيك تنفث |
|
وعن قوم موسى قد جعلت تحدّث |
أفي الحق أن تحكي سرافيل نافحا |
|
وأمكث في رمس الصّدود وألبث |
٦٠٩ ـ أبو بكر محمد بن عيسى المشهور بابن اللّبّانة (١)
من الذخيرة : كان أبو بكر شاعرا يتصرف ، وقادرا لا يتكلف ، مرصوص المباني ، منمّق (٢) الألفاظ والمعاني ، وكان من امتداد الباع ، والانفراد والانطباع كالسيف الصقيل الفرد ، توحّد بالإبداع وانفرد. وذكر أن أمه كانت تبيع اللّبن ، وأخبر بوفائه مع المعتمد بن عباد وتفجعه لدولته حين خلع عن ملكه ، ومما أنشده من شعره قوله (٣) : [مخلع البسيط]
بدا على خدّه عذار |
|
في مثله يعذر الكئيب |
وليس ذاك العذار شعرا |
|
لكنما سرّه غريب |
لما أراق الدماء ظلما |
|
بدت على خدّه الذنوب |
وقوله (٤) : [مخلع البسيط]
يا شادنا حلّ في السّواد (٥) |
|
من لحظ عيني ومن فؤادي |
وكعبة للجمال طافت |
|
من حولها أنفس العباد |
وما زدتني في الوصال حظّا |
|
إلا غدا الشّوق في ازدياد |
أعشى سنا ناظريك طرفي |
|
فليس يلتذّ بالرّقاد |
وقوله (٦) : [البسيط]
بدا على خدّه خال يزيّنه |
|
فزادني شغفا فيه إلى شغف |
كأنّ حبّة قلبي حين رؤيته |
|
طارت فقال لها في الخدّ منه قفي |
وقوله (٧) : [الطويل]
__________________
(١) انظر ترجمته في قلائد العقيان (ص ٢٤٤) والذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٦٦٦) والمطرب (ص ١٧٨) وفوات الوفيات (ج ٤ / ص ٢٧) ونفح الطيب (ج ١ / ص ١٦٦) والوافي بالوفيات (ج ٤ / ص ٢٩٧) والمسالك (ج ١١ / ص ٢٧٠). توفي بميورقة سنة ٥٠٧ ه.
(٢) في الذخيرة : ممتزج.
(٣) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٦٦٩) دون تغيير عمّا هنا.
(٤) الأبيات في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٦٦٩).
(٥) في الذخيرة : بالسواد.
(٦) البيتان في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٦٦٩) دون تغيير عمّا هنا.
(٧) البيتان في الذخيرة (ج ٢ / ق ٣ / ص ٦٦٩).