وما أنا إلا الشمس عند (١) غياهب |
|
دجت فأبت لي أن أنير وأسطعا |
فلا تقطعوا الأسباب بيني وبينكم |
|
فأنفكم منكم وإن كان أجدعا |
الكتّاب
٦٢٦ ـ أبو المطرّف عبد الرحمن بن فاخر المعروف بابن الدباغ (٢)
من الذخيرة : كان أحد من خلي بينه وبين بيانه ، وجرى السحر الحلال بين قلمه ولسانه ، وكان استوحش من أمير بلده ، ومقيم أودّه ، ابن هود المقتدر ، فخرج عنه ، وفرّ منه. وخرج من كلامه أنه لم يفلح في كل مكان توجه إليه ، بسوء خلقه ، وكثرة ضجره ، فنبت به حضرة المعتمد بن عباد ، وحضرة المتوكل ابن الأفطس ، فرجع إلى سرقسطة ، فذبح فيها في بستان ، وترسّله مملوء من شكوى الزمان ، وترادف الحرمان ، كأن الرزايا لم تخلق لأحد سواه ، كقوله : كتابي وعندي من الدهر ما يهدّ أيسره الرّواسي ، ويفتّ الحجر القاسي ، ومن أقلّها قلب محاسني مساوي ، ومكارمي مخازي ، وقصدي بالبغضة من جهة المقة ، واعتمادي بالخيانة من جهة الثقة ، فقسّ هذا على ما سواه. وعارض به ما عداه ، ولا أطوّل عليك ، فقد غيّر عليّ شرابي ، وأوحشني حتى ثيابي.
ومن شعره قوله في غلام رآه يسقي عصفورا ويطعمه (٣) :
يا حامل الطائر الغرّيد يعشقه |
|
يهنى العصافير أن فارت بقرباكا (٤) |
تمسي وتصبح مشغوفا بصحبته (٥) |
|
في غفلة عن دم تجريه (٦) عيناكا |
إذا رأتك تغنّت كلّها طربا |
|
حتى كأن طيور الجوّ تهواكا |
يا ليتني الطير في كفّيك مطعمه |
|
وشربه حين يسقى (٧) من ثناياكا |
__________________
(١) في الذخيرة : غير.
(٢) ترجمته في الذخيرة (ج ٣ / ص ٢٥١) وقلائد العقيان (ص ١٠٦) ونفح الطيب (ج ٢ / ص ٧٣) والمسالك (ج ٨ / ص ٢٢١).
(٣) الأبيات في الذخيرة (ج ١ / ق ٣ / ص ٣١٦).
(٤) في الذخيرة : تهنا العصافير إن فازت بقرباكا.
(٥) في الذخيرة : بعجمتها.
(٦) في الذخيرة : أجرته.
(٧) في الذخيرة : يظما.