الجمعة ، وقال في خطبته : إن عبد الله بن مسعود حدثني أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّ عثمان أضلّ من عتبة غاب قفلها» فدخلت على عثمان وكان محصورا ، فسألني بما ذا قام فيهم ، فأخبرته ، فقال : كذب والله ابن عديس ، ما سمعها ابن عديس من ابن مسعود قط ، ولا سمعها ابن مسعود من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولقد اختبأت عند ربي عشرا ولو لا ما ذكر ابن عديس ما ذكرت : إنّي لرابع أربعة في الإسلام ، ولقد ائتمنني رسول الله صلىاللهعليهوسلم على ابنته (١) ، ثم توفيت فأنكحني الأخرى ، والله ما زنيت ولا سرقت في جاهلية ولا إسلام ، ولا تغنّيت ولا تمنّيت (٢) ، ولا مسست فرجي بيميني منذ بايعت بها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولقد ختمت القرآن على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولا مرت بي جمعة إلّا وأنا أعتق فيها رقبة منذ أسلمت إلّا أن لا أجد في تلك الجمعة ثم أعتق لها بعد.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري.
قالا : أنا أبو الحسين (٣) بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، أنا يعقوب بن سفيان ، نا صفوان ـ يعني ابن صالح ـ نا الوليد ، عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب.
أن معاوية بن أبي سفيان أخذ ابن عديس في رهن أهل مصر فجعله في بعلبك ، فهرب منه ، فطلبه سفيان بن حبيب ، فأدركه رجل راكب (٤) على فرس ، فأشار إليه بنشابة ، فقال ابن عديس : أنشدك الله في دمي ، فإنّي ممن بايع تحت الشجرة ، فقال : إنّ الشجر كثير في الجبل ، فقتله.
قال ابن لهيعة :
كان عبد الرحمن بن عديس البلوي سار بأهل مصر إلى عثمان فقتلوه ، ثم قتل ابن عديس بعد ذلك بعام أو اثنين بجبل لبنان ، أو بالجليل (٥).
قال البيهقي : بلغني عن محمّد بن يحيى الذهلي أنه قال :
__________________
(١) الأصل : «ابنتيه» وبدون إعجام في م ، والصواب ما أثبتناه باعتبار السياق.
(٢) أي : ولا كذبت ، تمنى : كذب ، مقلوب من المين ، وهو الكذب (اللسان).
(٣) في م : الحسن ، تصحيف.
(٤) بالأصل : «رام عن قومس» والمثبت : «راكب على فرس» عن م.
(٥) في م : بالخليل.