حبيب الصوري ، نا عثمان بن سعيد البغدادي ، نا محمّد بن عبد الله الهروي ، حدثني الختّلي ، قال :
رأيت شيخا راكبا على جمل ، وآخر يقوده ، وآخر يسوقه ، وهما يقولان : أوسعوا للشيخ ، فقلت : من الراكب؟ قيل الأوزاعي ، قلت : من القائد؟ قيل : سفيان الثوري ، قلت : من السائق؟ قيل : مالك.
قال : وأنا تمام بن محمّد ، أنا أبو علي محمّد بن هارون الأنصاري ، نا أبو علي الحسين بن حميد العكي ، نا إسحاق بن عباد الختّلي ، نا أبي ، قال :
حججت في بعض السنين ، فرأيت شيوخا أحدهم راكب ، والآخر يسوق به ، وآخر يقود به يقولون : أوسعوا للشيخ ، فقلت : من الراكب؟ ومن القائد؟ ومن السائق؟ فقالوا : الراكب الأوزاعي ، والقائد مالك ، والسائق الثوري ، قال : فقلت : لو لا أنهم رأوا أنه أفضلهم ما فعلوا به ذلك.
قرأت بخط عبد العزيز [بن](١) أحمد ، قال : وجدت في كتاب ابن تمام أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن تمام ، نا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن أبي دجانة ، نا عبد الصمد بن عبد الله ، نا العباس بن الوليد (٢).
حدثني رجل من ولد الأحنف بن قيس ، قال : بلغ سفيان الثوري وهو بمكّة مقدم الأوزاعي ، فخرج حتى لقيه بذي طوى (٣) ، قال : فلما لقيه حلّ رسن البعير من القطار (٤) فوضعه على رقبته ، فجعل يتخلّل به ، فإذا مرّ بجماعة قال : الطريق للشيخ.
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس القاسم بن القاسم السّيّاري ـ بمرو ـ نا محمّد بن عمير بن هشام الرازي ، حدثني سعيد بن سعد البخاري ـ بالري ـ نا سليمان بن أحمد الواسطي ، نا عثمان بن عاصم أخو علي بن عاصم ، قال :
رأيت شيخا بين الصفا والمروة على ناقة وشيخا يقوده ، واجتمع أصحاب الحديث
__________________
(١) الزيادة عن م.
(٢) الخبر من هذا الطريق في سير أعلام النبلاء ٧ / ١١٢ والبداية والنهاية بتحقيقنا ١٠ / ١٢٤ باختلاف الرواية.
(٣) ذو طوى : بالضم ، موضع قرب مكة (انظر معجم البلدان).
(٤) القطار : جاء في اللسان : هو أن تشد الإبل على نسق ، واحدا خلف واحد.