أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، قال (١) :
ومن ولد العوّام : عبد الرحمن ، وكان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة ، فسمّاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم عبد الرّحمن ، وهو الذي نزل بحكيم بن حزام (٢) يوم بدر ، وأنزل أخاه عبد (٣) الله عن جمله ودفعه إلى حكيم حين لحقهما فنجا عليه ، فقال له أخوه عبد الله (٤) : يا أخي إنّي أعرج لا رجل لي ، وإن نزلت خشيت أن أدرك فأقتل ، فقال له عبد الرّحمن : ألا تنزل عن من (٥) إن قتلت كفاك ، وإن أسرت فداك ، فأنزله عنه ، فقتل عبد الله (٦) بن العوّام ، وأسلم عبد الرّحمن ، فحسن إسلامه ، واستشهد يوم اليرموك ، والحارث ، وصفوان ، وعبيد الله ، وبحير ، وذكر غيرهم ، لا بقية لأحد منهم إلا عبد الرّحمن ، وأم بني العوّام هؤلاء : أم الخير الحرة ، واسمها أميمة بنت مالك بن عميلة بن السّبّاق بن عبد الدار بن قصي.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكّار ، حدثني عمّي.
أن حكيم بن حزام انهزم يوم بدر ، فلحق بعبد الرّحمن بن العوّام ، وبعبيد الله (٧) بن العوّام مترادفين على جمل ، وكان عبيد الله بن العوّام أعرج ، فلما رأى عبد الرّحمن حكيما قال لأخيه : انزل بنا عن أبي خالد ، قال : أنشدك الله فإنّي أعرج لا رجلة لي ، قال : والله لتنزلن عنه ، ألا تنزل عن رجل إن قتلت كفاك ، وإن أسرت فداك ، فنزلا عنه وحملاه على جملهما فنجا عليه ، ونجا عبد الرّحمن بن العوّام على رجليه ، وأدرك عبيد الله فقتل.
__________________
(١) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٢٣٥ فكثيرا ما كان الزبير بن بكار يأخذ عن عمه المصعب.
(٢) الأصل وم : حرام ، والصواب عن نسب قريش.
(٣) في م : عبيد الله ، تصحيف ، والمثبت يوافق عبارة نسب قريش.
(٤) الأصل وم : عبيد الله ، تصحيف.
(٥) كذا بالأصل وم ، وفي نسب قريش : ألا تنزل لرجل.
(٦) الأصل وم : عبيد الله ، تصحيف.
(٧) كذا بالأصل وم هنا بهذه الرواية ، وقد مرّ عن نسب قريش للمصعب : عبد الله.