وتعزل تابعا أبدا هواه |
|
يخرّب من بلادته البلادا |
إذا ما قلت : أقصر عن مداه (١) |
|
تمادى في ضلالته وزادا |
فبلغ الشعر معاوية فعزله.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش المقرئ ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف ، أنا أبو أحمد عبد السلام بن الحسن البصري اللغوي ، نا أبو محمّد علي بن عبد الله المغيرة الجوهري ، أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمّد الأسدي ، نا الرياشي ، نا مسدّد ، عن أمية بن خالد ، عن شعيب بن عبد الحميد ، عن الجارود بن أبي سبرة ، قال : دخلت على بلال بن أبي بردة ، فقلت : قال : حارثة بن بدر في عبد الرّحمن بن أم الحكم :
نهاره في قضايا غير عادلة |
|
وليله في هوى سعد بن هبّار |
فيصبح (٢) القوم طلحى (٣) قد أضرّ بهم |
|
نصّ المطيّ وليل المدلج الساري |
ما تسمع الناس أصواتا لهم ظهرت |
|
إلّا دويّا دويّ النحل في الغار |
فلما خرجت مني ندمت ، وقلت : يظن أني قد عرّضت به وبالرّغل ، والرغل من حرم ، أي أنه يشرب معه ، قال : فأمر خبيئة فأخرج على جرته ثلاثمائة درهم في النهرين ، وما كان في النهرين شيء ، قال : وأكثر أهل النهرين ذمة.
قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين ، عن عبد (٤) العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا محمّد بن جرير الطبري ، قال (٥) : حدّثت عن هشام بن محمّد قال :
استعمل معاوية بن أم الحكم على الكوفة ، فأساء السيرة فيهم ، فطردوه ، فلحق بمعاوية ، وهو خاله ، فقال [له :](٦) أولّيك خيرا منها مصر ، قال : فولّاه ، قال : فتوجه
__________________
(١) أسد الغابة : أقصر عن هواه.
(٢) عن م وبالأصل : فيصح.
(٣) طلحى جمع طليح ، على غير قياس ، المعيي (اللسان : طلح).
(٤) سقطت من الأصل وأضيف عن م.
(٥) الخبر في تاريخ الطبري ٥ / ٣١٢ (حوادث سنة ٥٨) وأسد الغابة ٣ / ٣٣٣ والكامل لابن الأثير (بتحقيقنا) حوادث سنة ٥٨.
(٦) الزيادة عن الطبري.