أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب](١) ابن شيبة ، نا جدي ، نا أبو عبد الملك بن الفارسي ، أنا الفريابي ، قال : سمعت الأوزاعي يقول :
لما فرغ عبد الله بن علي من قتل بني أمية بعث إليّ ، وكان قتل يومئذ نيّفا وسبعين بالكافر كوبات فدخلت عليه ، وقد أقام أولئك الجند بالسيوف والعمد ، قال : فدخلت وسلّمت ، فأشار بيده ، فقعدت ، فقال : ما تقول في دماء بني أميّة ، فحدت فقال : قد علمت من حيث حدت أجبّ إلى ما سألتك عنه ، قال : وما لقيت مفوها مثله قط ، قال : فحدت أيضا ، فقال : كان لهم عليك عهد ، وإن كان ينبغي لك أن تفي لهم بالعهد الذي جعلته ، قال : فقال لي : فاجعلني وإياهم ولا عهد لهم على ما تقول في دمائهم ، قلت : هي عليك حرام ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا يحلّ قتل مسلم إلّا في ثلاث : الدم بالدم ، والثّيّب الزاني ، والمرتدّ عن الإسلام» ، فقال لي : ولم ويلك؟ أوليست الخلافة وصية من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قاتل عليها عليّ بصفين ، قلت : لو كانت الخلافة وصية من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما رضي عليّ بالحكمين ، قال : فنكس ، ونكست انتظر ، قال : فأطلت ، ثم قلت : البولة ، قال : فأشار بيده هكذا ـ أي اذهب ـ قال : فقمت ، فجعلت لا أخطو خطوة إلّا ظننت أن رأسي يقع (٢) عندها [٧٠٩٩].
قال : وحدثنا جدي يعقوب ، حدثني عبد الرّحمن بن عبد العزيز ، أخبرني محمّد بن عبد الله بن حميد المقرائي ، قال :
لما نزل الأوزاعي مدين ، خرج خادمه يشتري تمرا ، فقال : أين تريد؟ قال : اشتري تمرا ، قال : لا خير فيه إنه مسوّس ، قال : لا أشتري إلّا جيدا ، قال : ذاك الجيد مسوّس ـ يعني ابن الصوافي ـ.
أخبرنا [أبو](٣) [(٤) الحسين بن هبة الله ـ إذنا ـ و] أبو عبد الله الخلال ـ شفاها (٥) ـ أنا أبو القاسم بن منده ، أنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمّد ، قالا : أنا أبو محمّد بن أبي حاتم ،
__________________
(١) إلى هنا ينتهي ما استدرك عن م.
(٢) بالأصل وم : تقع.
(٣) زيادة لازمة للإيضاح ، والسند معروف.
(٤) ما بين الرقمين ليس في م.
(٥) بعدها في م : قالا.