أخبرنا أبو سعد عبد الرّحمن بن عبد الله الفقيه ، أنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن أحمد ، نا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر ، نا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة ، نا أبو عبد الله محمّد بن يزيد بن ماجة ، حدّثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، نا عمر بن عثمان بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر ، عن أبيه ، عن ابن شهاب ، أخبرني علي بن الحسين عن (١) صفية بنت حيي زوج النبي صلىاللهعليهوسلم.
أنها جاءت رسول الله صلىاللهعليهوسلم تزوره وهو معتكف في المسجد في العشر الأواخر من شهر رمضان ، فتحدّثت عنده ساعة من العشاء ثم قامت تنقلب (٢) ، فقام معها رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقلبها (٣) حتى إذا بلغت باب المسجد الذي كان عند مسكن أم سلمة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم مرّ بهما رجلان من الأنصار ، فسلّما على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم نفذا ، فقال لهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «على رسلكما إنّها صفية بنت حيي» ، قالا : سبحان الله يا رسول الله وكبر عليهما ذلك ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، وإنّي خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا».
أنبأنا (٤) أبو علي محمّد بن سعيد ، ثم أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو طاهر الكرجي.
وحدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأ أبو طاهر الكرجي ، وأبو الحسن بن مخلد ، وأبو علي بن نبهان ، قالوا : أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن مقسم المقرئ ، نا أبو العبّاس أحمد بن يحيى ثعلب ، نا الزبير ـ يعني : بن بكار ـ حدّثني خالي إبراهيم بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الصدّيق ، ويحيى بن محمّد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي بكر ، قالا : حدّثنا عثمان بن عمر بن موسى المعمري ، عن الزهري قال : دخل عروة بن الزبير ، وعبد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود على عمر بن عبد العزيز ، وهو يومئذ أمير المؤمنين ، فجرى بينهم الحديث ، حتى قال عروة : في شيء جرى من ذكر عائشة وابن الزبير ، سمعت عائشة تقول : ما أحببت أحدا حبي لابن الزبير انتحال من لا يرى لأحد معه فيها نصيبا ، قال عروة : لقد كان عبد الله منها بحسب
__________________
(١) الأصل وم و «ز» : بن ، تصحيف.
(٢) تنقلب أي تنصرف راجعة إلى بيتها.
(٣) الأصل : يقبلها ، والتصويب عن م و «ز».
وقوله : يقبلها أي يصرفها إلى بيتها ويرجعها إليه ، ذاهبا معها.
(٤) الأصل : «أنبا» والمثبت عن «ز» ، وم.