قال ابن الرقاع : والله ما هكذا قلت يا أمير المؤمنين ، ولكني قلت :
عذنا بذي العرش أن نبقى ونفقدهم |
|
وأن نكون لراع بعدهم تبعا |
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (١) :
أما الرّقاع أوله راء مكسورة وقاف مفتوحة : عدي بن الرّقاع العاملي ، شاعر مشهور.
وقال ابن ماكولا (٢) : أما دواد ـ بضم الدال المهملة وفتح الواو المخففة ـ فهو أبو دواد بن الرّقاع وهو عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرّقاع بن عصر بن عدة بن شعل بن معاوية بن الحارث [وهو عاملة بن عدي بن الحارث](٣) بن مرة بن أدد ، شاعر مشهور مجد من شعراء الدولة الأموية.
أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد بن سهل ، أنا المبارك بن عبد الجبار ، أنبأ عبد العزيز بن علي الحناط ، ثنا الحسين بن محمّد بن عبيد العسكري ، قال : قال لي أبو بكر أحمد بن إبراهيم العطار المعروف بصاحب أبي عمر السمسار ، وكان يعمل معنا في سنة سبع وثلاثمائة ، قال :
سمعت ثعلبا أحمد بن يحيى النحوي يقول : أشعر ما قيل في العين (٤) قول عدي بن الرقاع (٥) :
لو لا الحياء وأن رأسي قد عثا (٦) |
|
فيه المشيب لزرت أم القاسم |
وكأنها وسط النساء أعارها |
|
عينين أحور من جآذر جاسم (٧) |
وسنان أقصده النعاس فرنقت |
|
في عينه سنة وليس بنائم (٨) |
__________________
(١) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ٨٦.
(٢) الاكمال لابن ماكولا ٣ / ٣٣٥.
(٣) الزيادة بين معكوفتين عن م والاكمال.
(٤) كلمة غير مقروءة بالأصل ، وبياض في م من سوء التصوير ، ولعل الصواب ما أثبت.
(٥) من أبيات في الأغاني ٩ / ٣١١ ، وديوانه ص ٩٩ وفيه أن هذه الأبيات اعتبرها النقاد أفضل ما قيل في وصف عيني امرأة. وانظر تخريجهما فيه.
(٦) الأصل والأغاني : «عسا» وفي م : «عشا» وفي اللسان : عفا والمثبت عن الديوان.
(٧) أحور من الحور ، وهو أن يكون البياض محدقا بالسواد كله.
وجآذر مفردها جؤذر وهو ولد البقرة الوحشية.
وجاسم : قيل : حي قديم من العرب ، وقيل : جاسم موضع بالشام.
(٨) وسنان : نائم. أقصده : أصابه. رنقت : الترنيق : الدنو من الشيء يريد أن يفعله. يقال : رنقت العقاب لصيدها إذا دنت منه.