أبو العز (١) ، حدّثني أبو عبد الله محمّد بن إسحاق الضبي ، نا عمرو بن عبد الغفار ، ونا هشام بن عروة ، عن أبيه قال :
وقعت الأكلة في رجله فقيل له : ألا ندعو لك طبيبا ، قال : إن شئتم ، فجاء الطبيب ، فقال : أسقيك شرابا يزول فيه عقلك فقال : امض لشأنك ما ظننت ، أن خلقا يشرب شرابا يزول فيه عقله حتى لا يعرف ربه.
قال : فوضع المنشار على ركبته اليسرى ونحن حوله فما سمعنا له حسّا ، فلما قطعها جعل يقول : لئن أخذت لقد أبقيت ولئن ابتليت لقد عافيت ، قال : وما ترك جزءه بالقرآن تلك الليلة (٢).
أخبرنا أبو سعد الفقيه ، أنبأ خالي أبو سعيد الصيرفي ، أنا محمّد بن عبد الله ، أنبأ أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا أبو إسحاق ، حدّثني عمرو بن خالد ، نا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود قال :
كان برجل عروة الأكلة ، فبعث إليه الوليد بطبيب فقال : ما أرى إلّا أن تقطعها ، وإلّا رقيت إلى جسدك ، فقال عروة : انظر ، فقال : ما أرى إلّا قطعها ، فقال عروة : دونك ، فجاء بثلاث مناشير صغار ، فنشر العظم بالأول ثم بالثاني ثم نشر بالثالث فقطعها وعاش بعد ذلك سنين ، وكان من أصبر الناس.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي.
ح وأخبرنا أبو سعد الفقيه ، أنبأ خالي.
قالا : أنا أبو سعيد بن أبي عمرو ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الصفار ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم العبدي (٣) ، نا عامر بن صالح ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه.
أنه خرج إلى الوليد بن عبد الملك حتى إذا كان بوادي القرى وجد في رجله شيئا ، فظهرت به قرحة ، وكانوا على رواحل ، فأرادوه على أن يركب محملا فأبى عليهم ، ثم غلبوه
__________________
(١) «حدثني أبو العز» ليس في م.
(٢) سير أعلام النبلاء ٤ / ٤٣٠ ببعض اختلاف. وتهذيب الكمال ١٣ / ١٢.
(٣) من طريق يعقوب الدورقي رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٤ / ٤٣٠ وفي تاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ ـ ١٠٠ ص ٤٢٧) وانظر حلية الأولياء ٢ / ١٧٩ والمعرفة والتاريخ ١ / ٥٥٣.