البخاري ، قالوا : أنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنبأ أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، حدّثني مصعب بن عثمان ، عن نوفل بن عمارة ، عن هشام بن عروة قال :
لما فرغ عروة بن الزّبير من بناء قصره وحفر بئاره دعا جماعة من الناس وكان فيمن دعا ابن أبي عتيق ، فأطعمهم وسقاهم من ماء بئره ، فجعلوا يبرّكون ويقولون : ما رأينا منزلا أطيب ولا ماء أعذب ، قال : فقام ابن أبي عتيق فبرّك ثمّ قال لعروة : لو لا خصلة واحدة ما كان في الأرض مثل بئرك فاشرأب لذلك عروة والناس ، وقال له عروة : ما هي؟ قال : ليس دونها وديعة ولا لها وقاية يتوضأ منها ، قال : فضحك عروة ومن معه وأعجبهم قوله.
قال : الوديعة : الخزانة يستودع بالمطر إذا جاء فيكون لها غذاء ؛ والوقاية : أن يكون لها ميضأة لئلا يرجع عليها الماء.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا أبي علي ، قالوا : أنا أبو جعفر ، أنا أبو طاهر ، أنا أبو عبد الله ، نا الزبير قال : وحدّثني أبو ضمرة أنس بن عياض الليثي (١) ، عن هشام بن عروة ، قال :
لما اتّخذ عروة قصرا بالعقيق قال له الناس : قد جفرت (٢) عن مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : إنّي رأيت مساجدهم لاهية ، وأسواقهم لاغية ، والفاحشة في فجاجهم عالية ، فكان فيما هنالك عما هم فيه [عافية](٣).
قال : ونا الزبير ، قال : وحدّثني محمّد بن حسن ، عن سفيان بن حمزة ، عن كثير بن زيد ، عن المطّلب بن عبد الله ، عن ابن أبي ربيعة أنه قال :
إنه مرّ بعروة بن الزّبير وهو يبني قصره بالعقيق ، فقال : أردت الحرث يا أبا عبد الله؟ قال : لا ، ولكنه ذكر لي أنه سيصيبها عذاب ـ يعني المدينة ـ فقلت : إن أصابها شيء كنت منتحيا عنها.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، نا الحميدي ، نا سفيان ، عن هشام بن عروة ، قال :
كان عروة يكون بالعقيق ، فيموت بعض ولده بالمدينة ، فلا يأتيه.
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٢٧ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ ـ ١٠٠ ص ٤٢٩).
(٢) أي بعدت.
(٣) الزيادة عن م وسير أعلام النبلاء.