قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمّد الجوهري (١) ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، قال :
كان العريان بن الهيثم من رجال مذحج وأشرافهم المذكورين ، ولي الشرط لخالد بن عبد الله القشيري بالكوفة.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين (٢) ، أنبأ أبو محمّد الحسن (٣) بن عيسى بن المقتدر ، نا أبو العباس أحمد بن منصور ، نا ابن دريد ، نا الرياشي ، نا العمري ، عن لقيط بن بكير ، قال :
تقدم رجل من التّجار إلى العريان بن الهيثم وكان التاجر فصيحا ، صاحب غريب ، ومعه خصم ، فقال التاجر : أصلحك الله إنّي ابتعت من هذا عنجدا (٤) شهرا أؤديه إليه مياومة ، ولم ينقض الأجل ، وقد لفأته بعض حقه ، فليس يلقاني في لقم (٥) إلّا فثأني عن حاجتي ، وأما مهيئ ما له إلى انقضاء الأجل ، فقال له العريان : من أنت؟ قال : رجل من التّجار ، قال : أتكلم بهذا الكلام؟ ضعوا ثيابه ، فأهوت الشرط إلى ثيابه فقال : أصلحك الله إنّ إزاري مرعبل (٦) فضحك العريان وقال : لو ترك الغريب في حال ، تركه في هذا الموضع ، خلّوا سبيله.
كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا يحيى بن عمرو ـ يعني ابن صالح ـ أبا زكريا الليثي ، نا أبو حامد الأعمش ، حدّثني يحيى بن مخلد الهروي ، نا عبد الله بن مخلد ، عن مصعب الزبيري قال : أتي العريان بشابّ سكران ، فقال له : من أنت؟ فقال :
أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره |
|
وإن نزلت يوما فسوف يعود |
فقال لبعض شرطته : سل عن هذا ، فسأل ، فقال : هو ابن صاحب باقلاء.
أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن صابر ، أنبأ أبو القاسم النّسيب ، أنا رشأ بن نظيف ـ إجازة ، أنبأ الشريف أبو جعفر مسلم بن الحسين الجعفري ، نا أبو العباس أحمد بن الحسين بن إسحاق بن عتبة الرازي ، نا علي بن محمّد بن يونس الرقاشي ، نا الأصمعي
__________________
(١) على هامش م : وحدثنا عمي ، أنا ابن يوسف ، أنا الجوهري قراءة.
(٢) من هذه الطريق رواه المزي في تهذيب الكمال ١٣ / ٢٩.
(٣) الأصل : الحسين ، والتصويب عن م وتهذيب الكمال.
(٤) العنجد : حب العنب ، وقيل : حب الزبيب (اللسان).
(٥) اللقم : الطريق.
(٦) أي ممزق ، رعبل الثوب مزقه فترعبل (القاموس المحيط : رعبل).