البغوي ، نا أبو خيثمة ، نا محمّد بن حازم ، نا ـ الأعمش ، عن رجاء الأنصاري ، عن عبد الرّحمن بن بشير الأزرق ، قال :
دخل رجلان من أبواب كندة ، وأبو مسعود الأنصاري جالس في حلقة فقال أحدهما : ألا رجل ينفذ بيننا ، قال : فقال رجل من الحلقة : أنا ، قال : فأخذ أبو مسعود كفا من حصى فرماه به ، وقال : مه ، إنّه كان يكره التسرع إلى الحكم.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأ أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى ، نا خليفة قال (١) :
وفيها ـ يعني سنة ست وثلاثين ـ خرج علي من البصرة فقدم الكوفة ، ثم خرج يريد معاوية واستخلف على الكوفة أبا مسعود عقبة بن عمرو البدري.
(٢) قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، أنبأ عبد الله بن جعفر ، نا عبيد الله بن عمرو (٣) ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن عمرو بن مرة ، عن خيثمة بن عبد الرّحمن قال (٤) : لما خرج علي إلى صفّين استخلف عقبة بن عمرو أبا مسعود على الكوفة ، قال : وقد تخبأ رجال لم يخرجوا مع علي ، قال : فقام على المنبر فقال : يا أيها الناس من كان تخبأ فليظهر ، فلعمري لئن كان إلى الكثرة ، إن أصحابنا لكثير ، وما نعده فتحا أن يلتقي هذان الخيلان غدا من المسلمين فيقتل هؤلاء هؤلاء ، وهؤلاء هؤلاء حتى إذا لم يبق إلّا رجرجة من هؤلاء وهؤلاء ظهرت إحدى الطائفتين غدا على الأخرى ، ولكن نعده فتحا أن يأتي الله بأمر من عنده يحقن دماءهم ، ويصلح به ذات بينهم ، ويصلح به كلمتهم.
أنبأنا أبو علي الحداد جماعة قالوا : أنبأ أبو بكر بن ريذة ، نا سليمان بن أحمد ، ثنا علي بن عبد العزيز ، أنبأ عارم أبو النعمان ، نا حمّاد بن زيد ، عن مجالد ، عن الشعبي قال :
لما خرج علي إلى صفّين استخلف أبا مسعود على الكوفة ، وكان رجال من أهل الكوفة استخفوا ، فلما خرج ظهروا ، فكان ناس يأتون أبا مسعود فيقولون : قد والله أهلك الله أعداءه ، وأظهر أمير المؤمنين ، فيقول أبو مسعود : إنّي والله ما أعده ظفرا ولا عافية أن تظهر إحدى
__________________
(١) تاريخ خليفة ص ١٨٢.
(٢) قبلها في م : وحدثنا عمي رحمهالله ، أنا أبو طالب بن يوسف ، أنبأنا أبو محمّد قراءة إلي.
(٣) الأصل : عمر ، تصحيف والتصويب عن م و «ز» ، وتاريخ الإسلام.
(٤) الخبر في سير أعلام النبلاء ٢ / ٤٩٦ وتاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص ٦٥٨ ـ ٦٥٩.