حدّثني عبد الرّحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة ، قال : لما ولّى مسلمة بن مخلّد أبا المهاجر إفريقية أوصاه بتقوى [الله](١) وأن يسير بسيرة حسنة ، وأن يعزل صاحبه أحسن العزل ، فإنّ أهل بلده يحسنون القول فيه فخالفه أبو المهاجر ، فأساء عزله ، فمرّ عقبة بن نافع على مسلمة بن مخلّد ، فركب إليه مسلمة يقسم له بالله لقد خالفه فيما (٢) صنع ، ولقد أوصيته بك خاصة.
ولم يوله معاوية ولكنه أقام حتى مات معاوية ، فولاه يزيد بعد ذلك.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأ خيثمة بن سليمان ، نا يحيى بن جعفر ، نا زيد بن الحباب ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن خالد بن يزيد ، عن عمارة (٣) بن سعد ، عن عقبة بن نافع القرشي ـ وكان قد استشهد بأفريقية ـ أنه أوصى ولده فقال : لا تقبلوا الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلّا عن ثقة ، ولا تديّنوا وإن لبستم العبا ولا تكتبوا ما يشغلكم عن القرآن.
أخبرنا (٤) أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر المغربي ، أنا أبو بكر الجوزقي ، أنا أبو جعفر محمّد بن عمرو بن البختري بن الرّزّاز ببغداد ، نا يحيى بن جعفر بن الزّبرقان ، أنبأ زيد بن الحباب [أنا ابن لهيعة ، نا خالد بن يزيد](٥) عن عامر (٦) بن سعد ، عن عقبة بن نافع القرشي ، وكان قد استشهد بإفريقية وأنه أوصى ولده فقال : لا تقبلوا الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلّا عن ثقة.
قرأت في كتاب أبي محمّد بن زبر رواية ابنه أبي سليمان عنه ، نا علي بن داود ، نا عبد الله بن صالح ، حدّثني الليث أن عقبة بن نافع الفهري قدم من عند يزيد بن معاوية في جيش على غزو المغرب ، فمرّ على عبد الله بن عمرو بن العاص وهو بمصر ، فقال له عبد الله : يا عقبة ، لعلك من الجيش الذين الجنة ترجى لهم ، قال : فمضى بجيشه (٧) حتى قاتل البربر ، وهم كفار ، قال : فقتلوه جميعا.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر الخطيب.
__________________
(١) زيادة للإيضاح عن م ، و «ز».
(٢) الأصل وم : ما ، والمثبت عن «ز».
(٣) كذا بالأصل وم و «ز» ، وتقدم في أول الترجمة : عمار.
(٤) فوقها كتب في «ز» : «ح» صغيرة.
(٥) ما بين معكوفتين استدرك لتقويم السند عن م و «ز».
(٦) كذا بالأصل وم ، ومرّ : «عمار».
(٧) الأصل : جيشه ، والتصويب عن «ز» ، وم.