(رحمهالله تعالى) ، قال : «حدثنى جدى عن سالم بن خالد : أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضياللهعنه كان ينزع كسوة البيت فى كل سنة ، فيقسمها على الحاج» ، وقال أيضا : «حدثنى جدى ، حدثنا عبد الجبار بن الوردى المكى ، قال : سمعت ابن أبى مليكة يقول : كان على الكعبة الشريفة من كسوة الجاهلية بعضها فوق بعض ، فلما كسيت فى الإسلام من بيت المال خففت عنها تلك الكساوى شيئا فشيئا ، وكان أول من ظاهر لها بكسوتين أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضياللهعنه ، فلما كان أيام معاوية بن أبى سفيان كساها الديباج مع القباطى ، ثم إنه بعث إليها بكسوة ديباج وقباطى وحبرة ، وأمر شيبة بن عثمان أن يجرد الكعبة عن الكساوى ، وتحلقها بالطيب ، ويلبسها ما جهزه إليها ، فجردها وطيب جدرانها بالخلوق ، وكساها تلك الكسوة التى بعث بها معاوية ، وقسم الثياب التى كانت عليها من أهل مكة.
وكان سيدنا عبد الله بن عمر رضياللهعنه حاضر فى المسجد الحرام فما أنكر ذلك ولا كرهه ، وجاب شيبة بكسوتها حتى رأى على امرأة حائض من كسوتها ، فما أنكر ذلك عليها».
وقال أيضا : «حدثنى محمد بن يحيى ، عن الواقدى ، عن عبد الحكم ، عن عبد الله بن فروة ، عن هلال بن أسامة ، عن عطاء بن يسار ، قال : قدمت مكة معتمرا ، فجلست إلى عبد الله بن عباس فى صفة زمزم وشيبة بن عثمان يجرد الكعبة ، ورأيته يحلق جدورها ويطيبها ، ورأيت ثيابها التى جردها عنها قد وضعت ، ورأيت شيبة بن عثمان يومئذ ، فلم أر ابن عباس أنكر شيئا من ذلك فيما صنع شيبة بن عثمان».
وقال أيضا : «حدثنى جدى ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى ، حدثنا علقمة عن أمه ، عن أم المؤمنين عائشة رضياللهعنها : أن شيبة بن عثمان دخل عليها وقال لها : أيا أم المؤمنين تكرر ثياب الكعبة عليها ، فنجردها من خلقائها ، ونحفر لها حفرة يدفن فيها ما يلى منها ، ولا يلبسها