المهندسون تسوية إيوانه ، بإدخال قطعة أرض لعجوز بعد أن بذلوا لها أضعاف ثمن أرضها ؛ فأبت ، فأمر بعدم التعرض لعرضها ؛ فبقى فى إيوانه ازدوار بسب ذلك ، فقال : هذا الازدوار خير من الاستقامة ، وصار ذلك مثلا يذكر بعد ألوف من السنين :
وإنما المرء حديث بعده |
|
فكن حديثا حسنا لمن روى |
* * *
فصل
قال الحافظ نجم الدين عمر بن فهد فى حوادث سنة ١٩٧ ما ملخصه :
«فيها هدمت الدور التى اشتريت لتوسعة المسجد والزيادة فيه الزيادة الثانية للمهدى ، فهدموا أكثر دوران عباد ، وجعلوا المسعى والوادى فيها ، وهدموا ما بين الصفا والوادى من الدور ، وحرثوا الوادى من موضع الدور ، حتى وصلوا إلى مجرى الوادى القديم فى الأجياد الكبير ؛ وهو الآن الطريق ، الذى يمر منه إلى دور السادة الأشراف ؛ أمراء مكة المشرفة ، عمّر الله بهم البلاد ، وأزال بوجودهم موارد الفتنة والفساد.
وابتدؤوا من باب بنى هاشم من على المسجد ، ويقال له الآن : باب علىّ رضياللهعنه.
ووسع المسجد يمنه إلى أسفل ، وجعل فى مقابلة هذا الباب باب فى المسجد ، يعرف الآن بباب حزورة ، ويحرفونه العوام ، ويسمونه باب عزورة ، لأن السيل إذا زاد على مجرى الوادى ، ودخل المسجد وخرج من هذا الباب إلى أسفل مكة ، فإذا طفح غير ذلك ، خرج من باب الخياطين أيضا ، ويسمى الآن باب إبراهيم ، فيمر السيل ولا يصل إلى جدار الكعبة الشريفة من الجانب اليمانى ، فكان من جدار الكعبة إلى الجدار اليمانى من المسجد المتصل بالوادى تسعة وأربعون ذراعا ونصف ذراع.
فلما زيدت هذه الزيادة الثانية فيه صار من جدار المسجد أولا إلى الجدار الذى عمل آخر ، وهو باق إلى اليوم تسعون ذراعا ، فاتسع المسجد غاية