يلبغا العمرى ، وهو من جملة الأتراك الذين معهم الرق من مماليك بين أيوب المتغلبين عنهم بمصر ، ومات يلبغا وهو من صغار مماليكه.
وإنما سمى برقوق بجحوظ فى عينيه ، وتتقلب به الأحوال إلى أن صار أمير مائة مقدم ألف ، وكان أتابكا للملك الصالح حاجى بن الأشرف شعبان ابن الأمجد حسين بن الناصر محمد بن قلاوون وهو الرابع والعشرون من ملوك الأتراك من ملوك الأيوبية الأكراد المتغلبين عليهم غير الجراكسة.
وكان سن الملك الصالح حاجى ولىّ السلطنة عشرة أعوام ليس له من السلطنة غير الاسم ، فألزم الأمر إلى أتابك برقوق أن يخلع الملك الصالح ويتولى السلطنة بعده ، فخلعه بعد سنة ونصف سنة ، وذلك فى يوم الأربعاء تاسع عشر شهر رمضان سنة ٧٨١ ه.
ومن أثاره : مدرسة أنشأها بمصر بين القصرين كان مشيد عمارتها جركسى الخليلى ، فقيل فى ذلك العمل :
قد أنشأ الظاهر السلطان مدرسة |
|
فاقت على أرم مع سرعة العمل |
يكنى الخليل بأن جاءت لخدمته |
|
صم الجبال بها تمشى على عجل |
وجهز إلى الحرم المكى مالا لعمارته ما تهدم من المسجد الحرام ، وسار الركب الرجبى من مصر إلى مكة بعد طول وانقطاعه ، واستكثروا من المماليك الجراكسة فاستمروا متغلبين على ملك مصر إلى أن كثر ظلمهم وزاد عسفهم ، فأزالهم الله بعد ذلك بالسيوف الصارمة العثمانية وتشرفت بدولتهم القاهرة مصر والنحوت اليوسفية الكنعانية ملكهم الله تعالى كافة البسيطة وجعل معدلتهم ورأفتهم عامة بسائر الأرض محيطة.
وكان الظاهر برقوق متمكنا من المملكة بجمع الأموال والخزائن وأكثر من شراء المماليك الجراكسة فتمكنوا من الملك فتلاعبت بعده المماليك الجراكسة بملك مصر وصاروا ملوكها وسلاطينها بالقوة والغلبة والاستيلاء.
وكادت تقع فتن وجدال وجلاد وقتل نفوس وحرب بسوس إلى أن استقر