باب العجلة كان فى كل عقد مني العقود التى تلى صحن المسجد الشريف ثلاث سلاسل : أحدها فى وسط كل عقد ، والثانى عن يمينه ، والثالث عن شماله لتعليق القناديل.
وأما هذا الجانب الغربى كانت فيه السلاسل على هذاي الحكم ، فلما احترق هذا الجانب وأعيدت عقوده لم يتركب فيها هذه السلاسل ، ولا أدرى هل كانت هذه السلاسل التى كانت هى خارجة عن الأروقة تحت عقود الرابعة منها تعلق فيها القناديل أحيانا أم كانت لمجرد الزينة؟ ولم أطلع على ذكر قناديلها ، ولا كيف كانت؟ ومتى بطلت؟
وأكمل عدة سقف الجانب وما اخترق من الجانب الشرقى إلى باب العجلة فى سنة ٨٠٧ ه ، وعمر مع ذلك فى الجوانب الثلاثة من المسجد الحرام مواضع كثيرة ممن كان سقفها قد انكسر أعوادها ومال بعضها ، وكان يسيل فيها الماء إلى المسجد الحرام فأصلح الأمير بستق جميع ذلك بالطبطاب والنورة فى سطح الأسقف ودلكها وسواها وأتقن عملها وعمر فى صحن المسجد من المقامات والقامات الأربعة التى وضعت للمذاهب الأربعة على الهيئة القديمة ، وبذل فى صرف ذلك الأموال العظيمة وشكره الناس على ذلك.
وكان ذلك فى أيام الناصر زين الدين أبى السعادات فرج بن برقوق بن أنص الجركسى ، وكانت سلطنته بعهده من أبيه عند وفاته ـ كما تقدم ـ صبيحة يوم الجمعة منتصف شوال سنة ٨٠١ ه ، وصار الأمير الأتابك إيتمس خازن داره ، فوقع بينهما منافرة أدت إلى مشاجرة ثم مقاتلة فانكسر إيتمس فهرب إلى نائب الشام «تنم» الظاهرى ، فجيش جيوشا إلى مهر لقتال الناصر ويشبك ، فخرج الناصر لقتالهم فانهزموا منه واضطربت أحوال مصر لاختلاف الكلمة ، ثم وصل تمرلبك إلى بلاد الشام وأخذها من سودون الظاهر فأسره وقتله ، ونهب الشام وأخذها من سودون.
وخرج الناصر فرج بجيوشه إلى مصر لقتال «تمرليك» فوجده قد ترك البلاد وتوجه إلى بلاد الروم فأعطى الشام الثغرى بردى ، وعاد إلى مصر