يجدد برخام جديد وأن يعبد ما كان جديدا غير منكسر ، وكذلك يصلح الأساطين التى فى جوف الكعبة الشريفة ويحكمها.
وذكر شيخ الكعبة أنه سمع صريرا فى سقف الكعبة الشريفة فتتبعوا ذلك فوجدوا إحدى الأسطوانات التى مقابل باب الدرب قد مال رأسها عن محلها فأعادها إلى محلها وأحكمها وعمر ذلك عمارة حسنة ، وكتب اسم سلطانه الأشرف بر سباى فى لوح رخام نقره ونقشه بالذهب وركبه فى جدار البيت الشريف وهو باق فيه إلى الآن.
وكان مشيد العمارة هو الأمير مقبل القديرى الأشرفى والناظر عليها لخوجا على الكيلانى تاجر السلطان ، وأحضر فى العمارة شيخ الكعبة والقضاة الأربعة ، وناظر الحرم الشريف والعمار جمال الدين يوسف المهدى. وكان الفراغ من هذه العمارة فى شهر صفر ، وفى أول هذا العام عمر الرخام الذى فى أرض الحجر فى باطنه وظاهره وأعلاه وأسفله على يد الأمير مقبل الذكور ، وفيه عمر باب الجنائز أحد أبواب مسجد الحرام الواقع أمام رباط سيدنا العباس رضياللهعنه.
وإنما يسعى باب الجنائز لأنه كان خصوصا بدخول الجنائز منه إلى المسجد الحرام للصلاة عليها فيه ، وجرت عادة أهل الحرمين الشريفين بإدخال جنازتهم إلى المسجد الحرام ويقفون بها أمام وجه النبى صلىاللهعليهوسلم ويصلون عليها فى الروضة الشريفة ، وهذا مذهب الإمام الشافعى والإمام مالك والإمام أحمد ابن حنبل (رضياللهعنه عنهم).
وأما الحنفية ـ فى الحرمين الشريفين ـ فيقلدون أوليات الأئمة ليجوزوا هذا الفضل العظيم ، لأن مذهب الإمام الأعظم أبى حنيفة رضياللهعنه عدم جواز حمل الميت إلى المسجد ، وطال ما تصفحت كتب الفتاوى عن رواية عن أئمتنا بالجاز إلى أن ظفرت ـ بعون الله ـ برواية عن الإمام أبى يوسف رضياللهعنه فى جواز ذلك.
وهى رواية عن أبى حنيفة (رضى الله تعالى) ففرحت بها كثيرا كأنى